احداث قصر الاتحادية الان: عندما يختبئ الرئيس خوفاً من شعبه

احداث قصر الاتحادية

احداث مظاهرات قصر الاتحادية – اخر الاخبار من امام القصر الجمهوري الان

كتبت الهام نجيب:

توافد عشرات الاف المصريين في مظاهرات شعبية حاشدة مساء اليوم الى قصر الاتحادية مقر رئاسة الجمهورية مكان عمل الرئيس محمد مرسي للتعبير عن غضبهم وتنديدهم بقرارات مرسي الاخيرة، وابرزها الاعلان الدستوري الاستبدادي وكذلك قراره بطرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء على الرغم من وعود سابقة له بعدم طرح دستور غير توافقي، ولكن وكما بدى واضحاً وجلياً لاي عين بصيرة بأن التوافق في عرف مكتب الارشاد الاخواني الحاكم يعني توافق الجماعة مع بعضها البعض ومع من يتبعها من جماعات تنتمي لنفس التيار اثبتت طول الوقت بانها مجرد تابع فاقدا لاي استقلالية.

ويبدو ان مشهد مظاهرات مليونية ” الانذار الاخير ” اليوم قد اصاب الجماعة ومن ورائها الرئيس محمد مرسي بالرعب والخوف من مسيرات سلمية خرجت لتقول لا للاستبداد والاقصاء، لا للديكتاورية الاخوانية ، لا لدستور العار الاخواني وجمعيته الغريانية الاخوانية الظلامية، لا لافقار الشعب ونهب ثرواته الوطنية على يد حفنة قليلة من التجار بقوت الشعب القدامى والجدد.

لهذا وكما جرى في عرف الحكام والولاة الطغاة عندما يستبد بهم الرعب من صحوة شعوبهم يحتمون بسور من الاف الجنود المدججين باسلحتهم في مواجهة شعبهم الاعزل إلا من ارداته، هكذا فعل الطغاة على مر التاريخ وليس فيما نراه الان من احداث قصر الاتحادية بغريب، لولا ان نزيل هذا القصر الان هو الرئيس محمد مرسي الذي لم يمض على انتخابه سوى بضعة اشهر،بعد ان ملىء الدنيا وشغل الناس بوعدوه بحكم ديمقراطي عادل بناءً على اهداف ثورة 25 يناير المجيدة ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية ) والمحافظة على هوية الدولة المصرية الوطنية، فكان ان تنكر لكل هذه الوعود، واثبت بانه رئيس للجماعة ومن حولها، وليس رئيساً لجموع الشعب المصري، الذي خدع منه من خدع، ولكن هذا الشعب استفاق اليوم بعد ان ادرك بان مايقوم به الرئيس مرسي وجماعة الاخوان من وراءه مدمراً لمصر وطموحات شعبها في الحرية والعدالة الاجتماعية، وبان كل قرارات الرئيس محمد مرسي جاءت لتكرس حكم الاستبداد الاخواني الجديد، ولتستبدل نظام مبارك بنسخة اخرى منه، بل نسخة اكثر استبداداً، حتى وصل الامر الى التعدي على استقلال القضاء وارهابه كما نرى في احداث المحكمة الدستورية الاخيرة ومحاصرتها، اضافة الى النيل من حرية الاعلام والصحافة التي نالها الشعب المصري بنضاله الطويل ولم تكن هدية او منحة من نظام مرسي واخوانه.

اما الاخطر من هذا كله فهو محاولة فرض مشروع الدستور الجديد الذي فصل بعناية بالغة برئاسة ترزي الاخوان الاكبر حسام الغرياني وعلى مقاس طموح الاخوان بتحويل مصر الى عزبة خاصة لهم ولرئيسهم، فبعد ان كان تقليص سلطات الرئيس من اهم اهداف الثورة جاء الدستور الجديد بزيادة 22 مادة اضافية لتوسيع صلاحيات الرئيس عن نص الدستور السابق لتجعل من الرئيس مرسي حاكماً الهياً.

وكما تعودنا من هذه الجماعة فقد تم الزج باسم الشريعة لتمرير الدستور الاخواني الجديد، رغم انه ليس هناك اي جديد في موضوع الشريعة يختلف عما سبقه، ولا خلاف من قبل القوى الوطنية عليها، ولكن الخلاف هو على تكريس الاستبداد باسم الدين الاسلامي والدين من هذا براء.

اخيراً وفي مواجهة الزحف الجماهيري الهائل نحو قصر الرئاسة اليوم وكل ما نشاهده من احداث مظاهرات قصر الاتحادية الان، لم يكن هناك لدى الرئيس مرسي سوى الاختباء خوفاً والاحتماء خلف سور امني لمنع المصريين من التعبير والتظاهر السلمي او على الاقل بان يعاملوا مثلما عوملت مظاهرات اهله وعشيرته امام قصر الرئاسة قبل ايام، حيث خرج حينها ليخطب فيهم ، اما الان وفي حضرة عشرات الاف المتظاهرين امام نفس القصر هذا لم يجد مرسي الا ان يتوارى ويختبئ وراء قوات الامن والجيش ظناً منه بانها قادرة على حماية عرشه مهمما فعل واستبد وضرب بها تطلعات شعبه.

اخيراً وبما ان شعار مليونية اليوم هو الانذار الاخير فعلى الرئيس مرسي وجماعة الاخوان الحاكمة ان تدرك بان حماية قصر الاتحادية لن يتم ببناء سور امني حوله مهما علا هذا السور، لان الحماية الحقيقية هي بناء سور العدل والحرية والعدالة الاجتماعية الذي يجب ان يسود وسيسود ان شاء الله لانها ارادة الشعب ولاتوجد قوة قادرة على كبح جماح شعب يتوق الى الحرية.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً