عن الفاجومي احمد فؤاد نجم و آخر كلام

الفاجومي

الفاجومي احمد فؤاد نجم

الفاجومي احمد فؤاد نجم

مصريات – محمد علي السيد

لم أضحك من قلبي من مدة طويلة،‮ ‬أما أن يصل الأمر الى القهقهة،‮ ‬فذلك أمر جعلني أدوخ وأفقد تركيزي‮.. ‬وهو ما حدث في قراءتي لكتاب الشاعر العبقري أحمد فؤاد نجم‮ »‬الفاجومي‮«.‬
رغم الضحكات،‮ ‬طرح الكتاب أمامي في قضية العامية والفصحى في الكتابة‮.. ‬قناعتي أن يكون هناك أولا فن‮.. ‬ثم اكتب كما شئت‮..‬
الكتاب يرصد طفولة‮ الفاجومي ‬في الشرقية وصعلكته المبكرة‮.. ‬ثم النقلة الضخمة الى السجون بسبب مشروع سرقة حقيقية،‮ ‬فيتحول السارق الى شاعر يفهم ما حوله وتنفجر من داخله موهبة أصيلة تحتاج التوجيه‮.. ‬وهو ما اكتسبه من ثقافته السمعية بعلاقات مع المثقفين والصحفيين والفنانين التلقائيين‮..‬

لعل الفارق ما بين الطفل أحمد فؤاد نجم،‮ ‬وبين فيلسوف القرية الفقير الغريب الوحيد،‮ ‬في تعامله مع الإنجليز الذين يهجمون على القرية،‮ ‬ليأخذوا متعلقات معسكراتهم المسروقة،‮ ‬ثم يعيدون بيعها في سوق الاثنين ليشتريها الأهالي،‮ ‬فيعود الانجليز من جديد لأخذها مع الإتاوات والضرب والسجن‮.. ‬هو فارق ما بين شخصيتين،‮ ‬فالفيلسوف طلب من الطفل أن يستغل انهماك الضباط الإنجليز في تناول‮ ‬غداء العمدة الدسم،‮ ‬ليفرغ‮ ‬إطارات سياراتهم‮.. ‬ليضايقهم قليلا‮.. ‬لكن الطفل نجم فضل أن يأتي ببنزين وكبريت ليشعل السيارات‮.. ‬ليحسم الأمر من أساسه‮..‬

ثم كلب البوليس،‮ ‬الذي جاء به الانجليز للبحث عن قاتل أحد أفراد الخاصة الملكية‮.. ‬فأخذ يتشمم المتهمين الذين وصفهم الفاجومي بأوصاف مذهلة،‮ ‬منها أحدهم عملها على روحه من الرعب‮.. ‬وكان القاتل وسطهم،‮ ‬وكان ضخما وعنيفا‮.. ‬فإذا به يمسك الكلب الرهيب من فكيه ويكتم أنفاسه،‮ ‬ثم يطلقه،‮ ‬فإذا الكلب يهرب ولا يلحق به الجنود إلا عند ترعة الإسماعيلية وقد خاف كالفأر‮..‬

الكتاب مع جماله‮.. ‬اهتم أكثر بتفاصيل القرية‮.. ‬في حين أثار شغفي عن تفاصيل مثقفي الستينيات وحياة الصحفيين والفنانين‮.. ‬فلم يقدمهم بالتفاصيل التي كنت أرجوها‮..‬

تساءلت بعد قراءة الكتاب،‮ ‬كيف لم يفكر أحد السينمائيين في تقديم صورة حية‮ ‬غنية عن حياة مصر في بدايات القرن والثورة والستينيات‮.. ‬في روعة وجمال وفكاهة وفلسفة‮.. ‬تفوق أفلاما كثيرة،‮ ‬مصروفا عليها ملايين بلا طائل‮.‬

الفاجومي احمد فؤاد نجم و مصر يامه يا بهية

اخبار ومواضيع ذات صلة:

1 comment

أضف تعليقاً