حركة حماس و الشيزوفرينيا

خالد مشعل

خالد مشعل

حركة حماس و الشيزوفرينيا

مصريات

بقلم : محمد علي ابراهيم
لا أعلم هل حماس فصيل فلسطيني أم انهم مأجورون ضد الفلسطينيين؟ هل القيادات التي تنام على فراش وثير وتحتفظ بحسابات سرية في البنوك العالمية تقدر حجم المأساة التي يعيشها المشردون في قطاع غزة بعد حرب التدمير التي شنتها عليهم إسرائيل في 27 ديسمبر الماضي؟! هؤلاء البائسون الذين يعيشون في العراء منذ عام يقترب الشتاء القارس منهم وهم في الخيام.. تهدمت منازلهم وفقدوا عوائلهم.. حماس فقدت من كوادرها 12 قيادياً وأهل غزة فقدوا 5 آلاف بين قتيل وجريح وتشرد 100 ألف فلسطيني.. لكن قيادات “حماس” لا يشعرون بالجوعي والمشردين طالما ان جيوبهم عامرة وبطونهم متخمة ويقيمون بعيداً عن غزة.
الحمساوية لا يهمهم الشعب في شيء.. يعانون من شيزوفرينيا غريبة.. انفصام شخصية لا يعرف أحد سبباً له.. أمام الكاميرات يقولون كلاما وفي الغرف المغلقة يعلنون كلاماً آخر ولعن الله الازدواجية التي تدمر مصلحة الشعب الفلسطيني.

يؤكد الحمساوية لمصر أكثر من مرة انهم جادون في التوصل للمصالحة لكن بمجرد أن يخرجوا من غرف الاجتماعات يتحدثون عن أن هناك نقاطاً لابد أن تحسم واستحقاقات ينبغي حسمها.. عندما وصل خالد مشعل للقاهرة قال شعراً في مصر والدور المصري .. كان موافقا على المصالحة حتى يوم 12 اكتوبر ثم ذهب الي قطر ونسي ما اتفق عليه ورفضها.. غريب أمر “أبا الوليد”.. هل تسكنه روح من الأساطير القديمة تتلبسه بمجرد أن يخرج من مصر وتحوله الى كائن خرافي ينفث النار ويطلق الحمم؟ هل ولاء خالد مشعل للدولار والريال أقوى من انتمائه لأهله الجوعي والمرضي والمحاصرين؟

قولوا لي بالله علكيم ماذا يمكن أن تقدم مصر لحماس أكثر مما قدمت؟ ما هي الحوافز والاغراءات – غير المادية – التي يمكننا أن نمنحها لخالد مشعل وحماس الخارج حتى يقتنعوا بالمصالحة؟

فقد حصلت حماس على “حوافز” ممتازة من القاهرة كي تقدم على خطوة المصالحة.. لكن يبدو أن الإخوة لا يرضون “بالحوافز” لأنهم يريدون الحصول على “مكافأة” نهاية الخدمة قبل أن يبدأوا العمل.
بعض قيادات حماس الخارج يعيش بشخصيتين.. الأولي خطابية وبلاغية تدعو الى التعبئة والاستنفار الدائمين وتلمس المخارج للمأزق الوطني الفلسطيني بالسعي نحو الحلول القصوي القائمة على إعلان الحرب.. رغم ان كل التجارب السابقة التي خاضتها حماس في المقاومة الشكلية أتت بالخراب على الفلسطينيين.
الحمساوية ببساطة شديدة لا يستطيعون ولا يملكون الطاقة اللازمة لاخراج الصراع من حيز “الخناقات” الداخلية مع فتح الى أرض القتال مع الاحتلال.. هم يعلمون قبل غيرهم انهم لن يحققوا نصراً حاسماً على إسرائيل ومع ذلك يطالبون بفلسطين التاريخية من النهر للبحر . ففي الحرب على غزة فقدت إسرائيل 6 جنود فقط ولم تسقط لهم طائرة أو تدمر دبابة أو سيارة مدرعة..
أعود الى موضوع الحوافز التي حصل عليها أهل حماس من القاهرة فقد حصلوا على “ضمانات” بالافراج عن أكثر من 60% من عناصرهم المعتقلين في الضفة الغربية أثناء التوقيع على الاتفاق. أما ال40% الباقون المختلف على أسباب اعتقالهم فستعالج قضيتهم اللجنة المشتركة التي سيوكل إليها تنفيذ الاتفاق. ومنها أيضا تعهد مصري لحماس بالعمل على الضغط على إسرائيل لتخفيف جزئي للحصار المفروض على قطاع غزة وفتح معبر رفح الذي هو الرئة الأوسع والأهم والأضمن التي يتنفس منها القطاع ليستمر على قيد الحياة متغلبا – الى حد ما – على محاولات خنقه التي تقوم بها إسرائيل بأعصاب باردة وغطرسة متناهية.. وللأسف ها هي “حماس” وقادتها تنضم الى إسرائيل في حصار قومهم.

أي ازدواجية تلك التي تجعل “حماس” تهتم بالسلطة أكثر مما تهتم بالشعب.. حماس استوطنها حلم الاستيلاء على السلطة بأي ثمن. وتم تغذية هذا الحلم عبر أموال ووعود بأن يخلدهم التاريخ كآخر أبطال مقاومة.. لكنهم ينسون أن التاريخ سيجعل منهم أبطال المقاومة الذين قضوا على شعبهم قضاءً مبرماً.. لقد برهنت “حماس” على أن التنافس على المناصب والمواقع التي تسهل لأصحابها الحصول على ثروة أو وجاهة اجتماعية أهم من إنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مهما تشدقوا ولوحوا بقبضاتهم في الهواء.

لقد قطعت اللجان الخمس – التي حدثنا الوزير عمر سليمان عنها لأول مرة أثناء عودتنا من الزيارة الرئاسية الأخيرة لفرنسا وإيطاليا وتركيا والتي تركزت حول تجميع الجهد الدولي لمؤتمر إعمار غزة الذي عقد في شرم الشيخ في أول مارس الماضي – شوطاً طويلاً نحو المصالحة وبمشاركة حماس في كل التفاصيل.. كانت اللجان هي لجنة الانتخابات ولجنة الحكومة ولجنة الأمن ولجنة المصالحة اضافة الى لجنة منظمة التحرير.

في جولات الحوار الثنائية بالقاهرة وافقت “حماس” على كثير من المباديء والقضايا. والحقيقة أن مصر استجابت للكثير من مطالب حماس ووثيقة المصالحة هي تجميع لكل مطالب الفصائل فهي ورقة فلسطينية وليست مصرية.. كان هناك أساس جيد لوثيقة القاهرة التي لم تترك شاردة أو واردة إلا وبحثتها كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول لرؤساء تحرير الصحف القومية.

لقد علمت من مصادر رفيعة المستوى ان القاهرة نجحت في تشكيل لجنة مشتركة للاشراف على تنفيذ الاتفاق تصل صلاحيتها لتهيئة الأجواء للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ومعالجة قضايا المصالحة الداخلية والاستمرار في إعمار غزة وإنهاء قضية السجناء والمعتقلين لدي الطرفين.
وتقول مصادري إن حماس عندما تفكر تضع المكاسب الحالية في كفة ومصالح الشعب الفلسطيني في كفة أخرى ودائماً تميل الكفة لصالح المكاسب وليس لحساب المصالح.. بل إن الغريب انه في إحدى جولات الحوار وبعد أن تم الاتفاق على كل شيء. تطوع أحد قيادات حماس بالقول انهم لن يوافقوا على شروط اللجنة الرباعية الدولية بعد ذلك.. “الأخ” كان يريد أن يجري قبل أن يتعلم المشي لذلك وقع وتعثرت المصالحة.

وفي النهاية أؤكد ما يعرفه كثيرون وهو أن أزمة جولد ستون ليست السبب في تعثر المصالحة. فقد كانت هناك عشرات الحجج جاهزة ومعبأة ومغلفة لتقديمها لطلب التأجيل.. صديقي قال لي إن أهل “حماس” أذكى من جميع العرب فقد حصلوا على أموال من السعودية لتوقيع اتفاق مكة ثم نقضوه! وحصلوا على أموال من قطر كي لا يتفقوا ولم يتفقوا.. وحصلوا على دعم سياسي من مصر ووعدوا بإنجاز المصالحة ولم يفعلوها في آخر لحظة.. الازدواجية وانفصام الشخصية هي أسلوب حماس ولو غيروه سيظهر “غيرهم” ليتبعه.. ولله الأمر من قبل ومن بعد فهذا قدر مصر!!

اخبار ومواضيع ذات صلة:

3 comments
  1. برهان الزمان 02/10/2011 01:31 -

    الزمان خير برهان والايام حبلى واعتقد انك الان في قمة الفرح بالمولود الجديد

  2. محمد سوريا 26/07/2010 16:39 -

    الله يلعن كل كذاب وخبيث ومفتري
    من جبت معلوماتك القوية عن الحسابات
    الله يلعنك

  3. امجد 23/10/2009 13:32 -

    كلامك يرجع اليك انت من اصحاب الاقلام الصفراء التي تريد تسميم عقول البشر والقراء في البداية لاعت مصر جلسات الحوار الفلسطيني_الفلسطيني وكان هذا عام 2005 لماذا لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه وهو اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس وطنية وميثاق وطني جديد يلتزم به كل الشعب الفلسطيني عباس وحركته لم يقوموا بتنفيذ ما اتفق عليه للاسف الدور المصري منحاز تماما الى عباس وفريقه وغير نزيه ثانيا رفض عباس المتكرر للالتقاء بقادة حماس وانهاء حالة الانقسام لقد التقى باولمرت اكثر من 200 مرة وكان جيش الاحتلال يجتاح ويقتل بمدن الضفة وهو ملتقي معه ويبتسم وتدعي ان مصر حريصة علينا لماذا لاتقوم بدور اخلاقي منها بفتح معبر رفح وادخال المساعدات دون الانتظار من الاحتلال موافقة ان كنتم تريدون وقف المعاناة الانسانية ويهمكم اهل قطاع غزة بل ان اهل غزة يموتون تحت الانفاق من اجل ادخال القليل من المؤن ان الورقة المصرية ملغومة وهدفها تنصيب عباس رئيسا علينا واعتراف ضمني من كل الشعب الفلسطيني بنهجه التفاوضي العبثي الفاشل ويلغي دائما من قاموسه شئ اسمه مقاومة تدعي ان غزة لم تنتصر اذهب وانظر الى الالاف من جنودهم المعاقين ولو انهم انتصروا بقطاع غزة فلم يخرجوا منها وينسحبوا خائبين منه تدعي ان حماس لم تساعد المشردين وهذا كذب انظر كل فتحاوي كم مرتب يتقاضى على حساب الشعب وحذاء عباس كم ثمنه تتحدث الورقة عن عن السلطة هي من تحمي الشعب لقد دخل الجيش الصهيوني المقرات الامنية لهم بالضفة وقام باغتيال العديد من المطاردين والشرفاء امام اعينهم ولم يتحركوا

أضف تعليقاً