قصة زواج ام كلثوم من الصحفي مصطفى امين في ذكراها

ام كلثوم

ام كلثوم

مصريات

القاهرة- منى مدكور

يصادف يوم 30-12-2009 ذكرى ميلاد ام كلثوم التي ولدت عام 1898 ومازالت صحة واقعة زواجها من الصحفي الكبير مصطفى أمين من عدمها تثار مع ذكراها كل عام، خاصة في ظل ما أشيع عن أن الرئيس جمال عبد الناصر كان شاهدا على عقد الزواج، والذي اصيغ كعقد زواج عرفي وقتها لضمان سريته بين الطرفين واستمر لمدة 11 عاما في حين أن الرأي العام كله يعرف أن ام كلثوم تزوجت مرة واحدة من د. حسن الحفناوي وكان ذلك عام 1954.

وتعتبر الكاتبة الصحفية “نعم الباز” نفسها شاهد اثبات على حقيقة زواج مصطفى أمين من ام كلثوم، وعبرت بتصريح خاص هو الأول من نوعه عن حقيقة هذا الزواج قائلة: “نعم ام كلثوم تزوجت من مصطفى أمين ولقد شاهدت رسائل غرامية أرسلتها ام كلثوم إلى مصطفى أمين كانت بدايتها تقول (إلى زوجي العزيز مصطفى أمين) والإمضاء في النهاية (المخلصة ام كلثوم – فاطمة) ومؤرخة لسنة 1946، حيث أن اسمها الحقيقي هو فاطمة بنت إبراهيم السيد البلتاجي، وكانت حوالي قرابة العشرين خطابا وكانت هذه الخطابات مدونة على ورق فندق سيسل الشهير بمدينة الإسكندرية”.

وكانت ام كلثوم في ذلك العام تصور بعض مشاهد فيلم (فاطمة) في مدينة الإسكندرية، والذي الف قصته الكاتب مصطفي أمين وعرض عام 1947.

وتضيف الباز قائلة: “لم استطع أن اكمل تصفح محتوى الخطابات لأسباب متعلقة باحترامي الشديد لخصوصية الآخرين وأنني لا أحب التلصص على حياة الناس الخاصة، وكانت هذه الخطابات في درج مكتب الصحفي الكبير/ مصطفى أمين وذلك وقت جرد المكتب الخاص به بعد إلقاء القبض عليه في قضية التجسس الشهيرة عام 1965، وكان شاهدا على ذلك معي الدكتور على إسماعيل امبابي والذي كان يشغل منصب مدير مكتب كمال الدين رفعت- المشرف على جريدة أخبار اليوم عقب القبض على مصطفى أمين”.

مصير الخطابات الغرامية

وتشير نعم الباز إلى أن الرئيس عبد الناصر كان رجل ذي أخلاق رفيعة، فعلى الرغم من الوضع الشائك بين عبد الناصر ومصطفى أمين اثر الكشف عن قضية التجسس، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يتحفظ على هذه الخطابات بمعرفته، فتقول: بعد خروج مصطفى أمين من السجن طلب مني مصطفى أمين أن أتوجه إلى كمال رفعت (كان المشرف على صحيفة اخبار اليوم وقتها). وابلغه أن ( الجرنال كله كوم وهذه الخطابات كوم آخر )، فقال لي كمال: إن الرئيس عبد الناصر أخذ هذه الخطابات بنفسه وأحرقها حرصا على سمعة ام كلثوم وعدم تعريضها لأي مهاترات من شأنها أن تمس شخصيتها وهي قامة كبيرة لا يمكن أن تمس أبدا، كما أنها لم ترتكب خطأ تعاقب عليه، وفي النهاية هي حياتها الشخصية”.

وتعتقد الباز أن الزواج تم على الأرجح خلال تمثيل ام كلثوم لفيلم (فاطمة) سنة 1945 لمدة 11 سنة ، ولقد تزوجت ام كلثوم لاحقا من حسن الحفناوي عام 1954، كما أنها تزوجت ايضا من محمود الشريف و لم تكن مجرد خطبة وذلك قبيل الحفناوي، اما السبب الحقيقي في إبقاء هذا الزواج سريا عكس الإعلان عن زواجها من الحفناوي، فتقول الباز: إن قصة حبها للحفناوي كانت معروفة لكثيرين من خلال ترددها على عيادته وبالتالي لم يكن هناك مجالا من إخفائها، بالإضافة إلى إنني أعتقد أن ام كلثوم كانت تريد الاحتفاظ بلقب الآنسة ام كلثوم الذي عرفها به الملايين وكان يصاحبها دوما في حفلاتها ومناداة الجمهور لها لمدة طويلة وعلى قدر الامكان، لكنها في النهاية تزوجت من مصطفى أمين زواجا شرعيا صحيحا على سنة الله ورسوله وهذا أمر يبرئها من أي اتهامات تشير إلى علاقة خاصة بينها وبين أمين لأن هذا أمر جارح للغاية لا يناسب أبدا أخلاق أم كثلوم وهي أخلاق بنت القرية الفلاحة الذي يمثل الشرف لها أهم شيء في الدنيا”.

وتشير الباز إلى أن نظرة ام كلثوم إلى أمين لم تتغير بعد إلقاء القبض عليه، وان احترامها له لم يهتز ابدا، خاصة أن هناك من شكك في صحة قضية التجسس برمتها، وتضيف: لقد كانت ام كلثوم ترسل له رسائل كثيرة في السجن للشد من أزره وكلها رسائل راقية تنم عن احترام عميق لصديق وإنسان حقيقي، وكان مصطفى أمين عندما يسألونه ما أحب الأغنيات إلى قلبك فكان يقول دوما أغنية (اعطني حريتي – أطلق يدي ) التي شدت بها ام كلثوم وكانت تنطبق في محتواها على حال أمين في السجن وتعطيه الأمل بالإفراج عنه.

اما شهادة الرئيس عبد الناصر على عقد الزواج بين ام كلثوم ومصطفى أمين فتقول عنها الباز: انه كلام فارغ، لقد تم الزواج في منتصف الأربعينيات وفي ذلك الوقت كانت مصر ملكية ولم يكن عبد الناصر ظهر على خريطة السياسية المصرية من الأساس، فكيف يتم الربط بين الاثنين في وقت واحد؟، و مع ذلك فقد كان عبد الناصر يحترم ام كلثوم كثيرا وهو ما جعله يحافظ على صورتها أمام الرأي العام حينما حرق هذه الخطابات بمعرفته حتى يقطع خط الرجعة على أي من تسول له نفسه للنيل منها، وما كان مصطفى أمين ابدا ليفعلها لأنه كان يحبها حبا كبيرا”.

لا أحد يلوم ام كلثوم

كانت المؤرخة الموسيقية د. رتيبة الحفني قد اثارت تفاصيل هذه الزيجة من قبل، حيث قالت الحفني  :  “لست الوحيدة من تكلم في هذا الموضوع ولست المسؤولة عن شرارته الأولى، إن كل ما قلته عن هذا الزواج هو إنني قرأت في العديد من المطبوعات ما يؤكد مثل هذا الزواج وكان ذلك تحديدا في مقال للكاتب الراحل رجاء النقاش وفي أحد دوريات مجلة (نصف الدنيا) التي أفردت ملحقا خاصا عن حياة ام كلثوم في احد أعدادها، وأنا بطبيعتي لا أحب الحديث عن الحياة الشخصية لأحد خاصة لمشاهير الفن العربي مثل ام كلثوم”.

وتضيف الحفني قائلة: “لا أحد من حقه أن يلوم ام كلثوم على ما فعلت إن كانت بالفعل قد تزوجت مصطفى أمين، فهي في النهاية امرأة ومن حقها أن تختار من تحب ومن تتزوج بالإضافة إلى أنها تزوجت على سنة الله ورسوله ولقد كانت سيدة تتقي الله في كل تصرفاتها، واعتقد أن عدم انتشار هذا الخبر، يعود إلى طبيعة شخصية ام كلثوم التي لم ترد يوما أن تكون حياتها الخاصة على المشاع أمام الناس ـ بعكس فنها الذي أذهل الملايين وجمع حولها العشاق من كل بقاع الأرض”.

كما تشير الحفني إلى أن الوحيد الذي كان يعرف أدق تفاصيل حياتها هو الموسيقار محمد القصبجي والذي كان اخا حميما لها ويعرف كل شيء عن حياتها لدرجة أنها قالت له في يوم من الأيام “إذا مت قبلك، فمن حقك أن تتكلم عن حياتي مثلما تريد” ولكن القدر كان له كلمة أخرى حيث توفى القصبجي قبيل ام كلثوم.

وبالرغم من حالة القرب النفسي هذه الا أن القصبجي اصيب باكتئاب حاد عقب استثناء ام كلثوم له من فرقتها الموسيقية واتجاهها الى الحان السنباطي لأنه كان متبنيها فنيا ويعتبر نفسه صانعا لتاريخها الفني.

عبد الناصر.. وعقد الزواج

أما سامي شرف، رئيس مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والسكرتير الشخصي للمعلومات، فقد قال : من المؤسف أن تقال مثل هذه الأقاويل الفجة عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكأننا أصبحنا نعيش موجة حادة من الهجوم على الثورة ورموزها أي كانت الأسباب وللأسف هناك من يصدق هذا الكلام الفارغ خاصة الأجيال الصغيرة التي لم تعاصر ولم تعد حتى تقرأ.

ويضيف سامي قائلا: كيف يمكن أن يكون الرئيس الراحل شاهدا على عقد زواج أي كان نوعه وأنا لا أعرف؟ هل كنت نائما مثلا؟ انه لأمر مشين أن تقال مثل هذه الأمور، كما أن الرئيس الراحل لم يقم بمثل هذا الأمر ابدا والا كنت عرفت بالواقعة، خاصة أن مسألة الزواج العرفي هذه أمر لم تعرفه مصر أيام عبد الناصر ولم يدخل علينا الزواج العرفي بمشاكله إلا من خلال عصر الانفتاح.

ونفى سامي أيضا ما قيل عن أن ام كلثوم توسطت لمصطفى أمين للإفراج عنه في قضية التجسس الشهيرة لصالح السفارة الأمريكية بالقاهرة، قائلا: من المستحيل أن تسمح العلاقة بين الرئيس الراحل وبين السيدة ام كلثوم في أن تتكلم في هذا الشأن، فالرئيس عبد الناصر كان له هيبته وأحكام القضاء له أحكامه التي لا ترد مهما كانت درجة اعتزازه بام كلثوم، واعتقد أن السيدة ام كلثوم كانت تعي هذا الأمر تماما.

ونفى سامي شرف كذلك أن تكون السيدة ام كلثوم قد فتحت حوارا خاصا مع عبد الناصر في إحدى حفلاتها الشهرية على حفل عشاء للتوسط للإفراج عن أمين أو حتى قامت بزيارته في السجن اثر القبض عليه بتهمة التجسس على مصر لحساب المخابرات المركزية الأمريكية عن طريق ضبطه بنقل المعلومات أثناء جلوسه في فيلته بضاحية المعمورة بالإسكندرية، ويضيف قائلا: “إن الوحيد الذي حاول التوسط لمصطفى أمين للإفراج عنه كان هيكل والذي لم يصدق الأمر تماما في البداية، فما كان من الرئيس عبد الناصر وقتها إلا أن قال له اذهب إلى مكتب سامي شرف وشاهد بنفسك الأوراق والتسجيلات الصوتية التي تشرح كل تفاصيل مؤامرة التجسس وحالة التلبس التي مسك بها مصطفى أمين، وبالفعل اطلع هيكل عليها ـ ليخرج صارخا من مكتبي قائلا “أمر لا يصدقه عقل”، وليكتشف الرأي العام كله أن قضية التجسس صحيحة.

ويضيف: “وأما الوحيد الذي زار مصطفى أمين لاحقا في السجن من زملاء المهنة فكان هيكل وليس صحيح أن هناك من كان يزور أمين سواء كانت ام كلثوم أو غيرها، فأمر الزيارة وقتها كان مقتصرا على العائلة فقط وأي زيارات خارجية تتم بتصاريح مسبقة، ثم انه لم تكن هناك أي صفة لائقة من الممكن أن تقوم على أساسها ام كلثوم بزيارة أمين لأن زيارات السجن ليس بها مفهوم الأصدقاء”.

من جانبه نفى د. محمد حسن الحفناوي (نجل زوج ام كلثوم) واقعة زواجها من الصحفي مصطفى أمين، قائلا : إن ام كلثوم بكيانها الكبير اصبح مادة ثرية لكل من يريد ان يتحدث ويروي القصص، لهذا لم اعد استغرب كل فترة ما يقال عنها بالرغم من مضي عشرات السنين على وفاتها، لكني أؤكد على انها لم تتزوج من أمين بحكم علاقتي الجيدة بوالدي، حيث كنا اصدقاء حميمين اكثر من علاقة اب بأبنه ولقد روى الكثير عن ام كلثوم وحياتها وكل ما يخص حياتها الزوجية قبل زواجها من ابي هو خطوبتها على الموسيقار محمود الشريف فقط وليس زواجها.

ويضيف قائلا: لكني لا انكر مثلا ان احد اعضاء الأسرة المالكة في مصر تقدم لخطبتها وهي رفضت وكان بهي الدين بركات باشا والذي احبها حبا كبير قبيل قيام الثورة، ويقال إن القصر هو الذي تدخل ومنع هذه الزيجة لأسباب خاصة به.

فيديو لقاء مع ام كلثوم في تليفزيون السودان

اخبار ومواضيع ذات صلة:

3 comments
  1. سومة 12/03/2011 00:59 -

    رغم كل اللي بيتقال واللي مفيش دليل قاطع عليه حتفضل ام كلثوم سيدة الطرب العربي بلا منازع

  2. GAMAL A GADALLAH 29/09/2010 21:50 -

    أن الرئيس عبد الناصر يرحمة الله كان رجل ذي أخلاق رفيعة، اتي من اعمالالصعيد فلا يعقل أن يخرج الصعيد رجلا غير أخلاق عبد الناصر التي عهدناها فتبت يدا كتبت غير ذلك

  3. محمد 21/04/2010 10:35 -

    الله يرحمك يا ام كلثوم لن يأتي فبلك ولا بعدك احد

أضف تعليقاً