مساهمة الأمريكان في تقييم الثانوية العامة الجديدة مرفوضة

طالبات الثانوية العامة

طالبات الثانوية العامة

مصريات
محمود حافظ
رفض أساتذة التربية وخبراء المناهج فكرة الاستعانة بخبراء أمريكيين لتقييم النظام الجديد للثانوية العامة ، قالوا ان هذا يعد تدخلا سافرا في محتوى المناهج والمقررات وأساليب التقويم.

أوضحوا ان الاستعانة بهؤلاء الخبراء سوف يكلفنا المزيد من المبالغ التي ستنفق عليهم للاستفادة بآرائهم وخططهم في الوقت الذي نحتاج فيه الى تزويد المدارس بالامكانيات الملائمة.

أكد الخبراء والأساتذة ان الاستعانة بالخبراء الأجانب هي مجرد “عقدة الخواجة” التي يجب أن نتحرر منها لأننا لدينا الكثير من العلماء والمتخصصين ذوي الكفاءة في وضع الخطط والاستراتيجيات المختلفة ولكن العيب في عدم تنفيذ هذه الخطط.

أضافوا ان المجتمع المصري له عاداته وتقاليده وظروفه الاجتماعية الخاصة به والثقافية ولا يمكن التدخل في هذه الأشياء التي تختلف مع الدول الأخرى لذلك فإن الآراء المختلفة لهؤلاء الخبراء الأجانب يجب ان تكون استشارية ونضع آراء خبرائنا في الأساس.

قال د. صلاح الدين عرفة استاذ المناهج بكلية التربية بجامعة حلوان ان تقييم البرامج الخاصة بالتعليم بصفة عامة تنقسم الى قسمين تقييم داخلي من خلال خبراء من الداخل والتقييم الخارجي عن طريق الاستعانة بالخبراء الأجانب ومعرفة وجهة نظرهم والمعايير التي ينبغي أن تكون عليها الأنشطة والمناهج.

رفض د. صلاح تدخل الخبراء في الأسس الثقافية والجوانب الاجتماعية لأننا مجتمع له عاداته وتقاليده ويجب أن يكون التقييم على أساس شروط الحداثة والاتجاهات العالمية الجديدة والنظريات الحديثة في التعليم.

أوضح ان التقييم الخارجي ممكن لأن لديهم نظرة في التطوير ولديهم امكانيات هائلة ومستوي التعليم لديهم متقدم لذلك فإنه يمكن الاستفادة بما يتفق مع مجتمعنا ورفض أي أفكار أو توجهات تتعارض مع قيمنا وتقاليدنا.
يتساءل د. محمد سمير عبدالفتاح عميد كلية الخدمة الاجتماعية ببنها هل يتم استثمار رأي الخبراء المصريين في الخطط والاستراتيجيات المختلفة وهل يتم تنفيذ هذه الرؤي باعتبارهم افضل شخصيات قادرة على حل المشاكل التعليمية في المجتمع المصري؟!!

أضاف ان الدراسات العلمية في المجتمع الغربي تقوم على رأي الأفراد التي تقع عليهم المشكلة ويتم وضع الخطط والاستراتيجيات المختلفة من خلال رأي هؤلاء الأفراد اصحاب المشكلة فإذا كان هناك رأي جديد يختلف عن آراء الخبراء المصريين يمكن الاستفادة منه فيجب اضافة هذا الرأي ولكن لابد من وضع آراء خبرائنا في المقام الأول لأنهم على دراية أكبر بمشاكل التعليم عن الخبراء الاجانب البعيدين عن واقع مجتمعنا.
أشار الى ان التقدم العلمي في الغرب يتم في ظل المنظومة الثقافية لهذا المجتمع فهل الآراء المختلفة للخبراء الاجانب ستراعي هذا الجانب في اعتبارها وخاصة المضمون الثقافي ومستوي التعليم بين الدول وبعضها حتي تكون هناك آراء تفيد المجتمع المصري.
أوضح ان لدينا خبراء في مصر على مستوي عال ولا يتم الأخذ بآرائهم ولكن دائما نعمل على استيراد الآراء من الخارج والتي قد لا تتفق مع منظومة القيم في المجتمع المصري.
رأي مجتمعي
أوضح د. عبدالعزيز الشخص عميد كلية التربية بجامعة عين شمس سابقا ان المؤتمر القومي لتطوير التعليم الثانوي استرشد ببعض التوجهات العالمية خاصة الأمريكية والبريطانية في المناهج والمجالات المختلفة والاستفادة من الخبرة الأجنبية لا غبار عليها ولكن لابد ان تكون بناء على رأي مجتمعي وليس للتحكيم الخارجي فقط لا غير والاقتناع بها دون ابداء الآراء بالرفض أو التعديل.

أضاف انه إذا كان هناك مطالب في المواد المختلفة سيكون ذلك شكلا ايجابيا وفي صالح العملية التعليمية اما تحديد ماذا يدرس الطالب أو التدخل في الموضوعات التي تخص المواطن والناحية الاجتماعية فهي شأن مجتمعي لا يمكن التدخل فيه ولا يكون رأي الأجنبي فيه هو الأساس مطالب بضرورة التخلص من عقدة الخواجة والثقة في خبرائنا المصريين.

قال ان الخبير الأجنبي له ظروف ومتطلبات مجتمعية تختلف عن الموجودة في مصر فضلا عن الامكانيات الكبيرة واختلاف اليوم الدراسي وطريقة التعليم وإذا كان الرأي في النواحي العلمية فهو مهم اما اذا كان في المحتوى والطريقة والاسلوب فلنترك ذلك للخبراء المصريين وأولياء الأمور والطلاب وكافة فئات الشعب المصري وأن نبتعد عن المستورد والاسترشاد بهذه الآراء فقط وفقا لاحتياجاتنا الفعلية.

أوضح د. ابراهيم حنفي وكيل كلية التربية بجامعة حلوان سابقا ان هناك بعض المقررات الأدبية مثل اللغة العربية والتربية الدينية لا تقبل تدخل الخبراء الأجانب مشيرا الى ان لدينا علماء في كليات التربية في مختلف التخصصات فما هو المانع من تقييمهم للثانوية الجديدة بما يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا.

أشار الى ان هناك علماء في باقي المجالات مثل الكيمياء و الفيزياء مثل العالم الجليل احمد زويل فما هو المانع من الاحتكاك بهم وبدلا من أن يسافروا لطرح أفكارهم في الخارج فلماذا لا نستفيد بها في الداخل.
أشار الى ان هؤلاء الخبراء سيتكلفون ملايين الجنيهات التي يمكن انفاقها على تطوير العملية التعليمية لذلك فإنه من الضروري بعد انجاز الدراسات والخطط يمكن طرح هذه الأفكار عليهم للاستفادة من آرائهم.

غياب الاستراتيجية
قال د. عبدالله جاد الاستاذ بهيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ان نظام التعليم في مصر يعاني من عدم وجود سياسة واضحة والدليل على ذلك التغيرات المستمرة في النظام رغم انه من أخطر المؤسسات في أي دولة لذلك فإن الاستعانة بخبراء نجحوا في هذا المجال من الممكن أن ينقذ الموقف.

أضاف انه لا يمكن أن نغلقها في وجه الخبرات الأجنبية فهناك حلقة مفقودة ولابد أن نسمع لهذه الخبرات.

أضاف انه لا يمكن التعرض للعناصر التقنية ولكن التدخل يكون في السياسة التعليمية ووضع مخططات واستراتيجية للتعليم في مصر من حيث الاهتمام بالتقنيات الحديثة ورياض الأطفال ثم بعد ذلك يمكن الاستعانة بالخبرات الأخرى مثل الدول العربية.

قال د. عاطف العوام نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب ان التجارب في مجال التعليم تحتاج الى ترو شديد لأنها تؤثر في المستقبل ويصعب إزالة تأثيرها بعد حدوثها فقرار الغاء السنة السادسة مثلا عانينا كثيرا من آثاره المترتبة على الغاء هذا القرار والعودة مرة أخرى للنظام القديم ولذلك في مجال التعليم يجب أن يكون هناك دراسة مستفيضة قبل تطبيق أي نظام جديد ولدينا في مصر كثير من الخبراء ولكن لا حرج من الاستعانة بالخبرة الأجنبية فهناك دول كثيرة تعرضت لهذه التجارب ويمكن الاستفادة من آثارها السلبية والايجابية فدمج الخبرات أمر طبيعي في كافة المجالات ولا يغفل حق الخبراء المصريين أولا ويجب ألا يكون عمل الخبراء الأجانب بديلا للمصريين ولكن يجب أن يكون مكملا لهم فالبيئة المصرية لها تميز خاص لا يدركه إلا أبناؤها وفي نفس الوقت هناك تجارب عالمية يمكن الاستفادة منها.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

1 comment
  1. مصرى 08/07/2010 16:13 -

    ليست المشكلة فى من ياتى من الخارج ليشرع لنا اوليرشدنا ولاكن المشكلة فيينا احنا …………فى سياسة التعلييم منذ عقود حتى اصبح الناس جهلاء سياسيا وفكريا وادبياومعنويا حتى ..لاتوجد ثقافة مصرية معاصرة نقدر نبنى عليها اى مفهوم بصراحة احنا محتاجيين .مش هاقوللك وقفة لا دااحنا عايزيين ثورة فكرية فى جميع المجالات ……………..وكول دا كلام حكومة .طبعا مفيش منة فاية .وسلاميابلد

أضف تعليقاً