حياة خيرت الشاطر في خطر بالسجن

خيرت الشاطر

خيرت الشاطر

حياة خيرت الشاطر في خطر بالسجن

مصريات

عائشة نصار

مثل كل يوم اثنين من كل أسبوع منذ أن دخل والدها السجن على ذمة القضية العسكرية الأخيرة منذ ثلاث سنوات وقفت على بوابة مستشفى قصر العيني القديم الابنة الكبرى الزهراء خيرت الشاطر يوم الاثنين الماضي في انتظار أبيها الذي هبط من سيارة السجن التي حملته من سجن مزرعة طره الى المستشفي.

فور وقوف سيارة السجن اتجهت إليها الزهراء حيث نزل خيرت الشاطر من سيارة الشرطة بملابسه البيضاء الناصعة التي تم كيها بعناية فائقة تلاحظها العين لتحتضن الزهراء يده بيدها وتسير معه حتى وحدة الدكتور شريف مختار المتخصصة في الحالات الحرجة لأمراض القلب وذلك بصحبة حراسة مخففة لا تتعدي الثلاثة أفراد تعاملهما برقة ملحوظة تتناسب مع نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وصانع إمبراطوريتها المالية الكبرى ولا تقارن بأي حال من الأحوال بباقي المعتقلين الآخرين لدرجة أن أفراد الحراسة كانوا يراعون الابتعاد عنهما بمسافة كافية تسمح بالحديث مع ابنته بصوت عادي دون أن يتمكن أحد من أفراد الحراسة من سماعهما، حتى أن أحدا من العاملين أو المرضي في المستشفى لم يكن ليلفت نظره خيرت الشاطر أو يلاحظ أنه معتقل سياسي لو لم يكن يعرفه من قبل.

وبوصوله الى وحدة الدكتور شريف مختار استلم خيرت الشاطر نتيجة فحص الموجات فوق الصوتية (الإيكو) الذي أجراه قبل أسبوعين حيث تعرض لأزمة وشعر بثقل شديد في القلب قرر معه الأطباء عمل «إيكو» جديد له للمرة الثالثة على التوالى خلال أقل من سنة واحدة وهو المعدل الذي يعتبر زائدا بين مرضي القلب، والذي يفسر الحالة الصحية المتدهورة للشاطرالذي يحمله على كتفيه تاريخا مرضيا شديد الصعوبة، بداية من ارتفاع ضغط الدم الشديد والارتفاع الحاد في السكر وهو ما ساعد مع حالة قلبه الذي كانت تراود نفسها على الانهيار الى تعرضه الى أزمة قلبية شديدة شهدتها جدران زنزانته في سجن مزرعة طره سنة 2001 حيث كان يقضي عقوبة السجن ليتم نقله مباشرة الى مستشفى قصر العيني حيث كان القرار هناك قاطعا بحتمية إجراء قسطرة عاجلة له.

وبخروج خيرت الشاطر من السجن لم تستقر حالته الصحية كما هو المتوقع بل ساهمت شخصيته الإنفعالية وارتفاع السكر والضغط الذي يعاني منهما الى مزيد من تطور حالة قلبه الى الأسوأ حتى أصبح مع بداية فترة اعتقاله الجديدة سنة 2007 في القضية العسكرية الأخيرة مصابا بالفعل بتضخم في عضلة القلب بالإضافة الى إصابته بانسداد في الشرايين والقصور في الشريان التاجي الذي يعاني منه الى حتمية إجراء عملية قسطرة جديدة له وهو ما تم بالفعل في مستشفى قصر العيني عقب أزمة انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة حيث زاره أعضاء مكتب الإرشاد القديم بالكامل وعلى رأسهم مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف.

لتشهد بذلك سنوات سجن خيرت الشاطر الثلاث والتي قضاها في حتى الآن في سجن مزرعة طره الى مزيداً من التدهور في حالته الى الدرجة التي استدعت إجراء مسح ذري على القلب مرتين متتاليين تصادف أن يكون موعد آخرهما في شهر مايو الماضي وهو نفس يوم موعد جنازة والدته وعلى الرغم من ذلك اضطر للذهاب الى مستشفى قصر العيني القديم في الصباح لإجراء المسح الذري قبل السفر لحضور الجنازة وذلك لأن الشاطر، كان قد تناول الجرعة المشعة في اليوم السابق بالفعل وهو الأمر الذي أصبح حتميا معه عمل المسح الذري في اليوم التالى تحت أي ظرف من الظروف وبذلك بدأ خيرت الشاطر يومه وقتها بعمل المسح الذري ثم اتجهت به الحراسة بعد ذلك الى المنصورة حيث سمحت له الجهات الأمنية بتشييع جنازة والدته حيث أم المصلين عليها.

وبالوضع في الاعتبار أن خيرت الشاطر المولود في مايو 1950 والذي بلغ في شهر مايو الماضي 59 عاما وهو نفس الشهر الذي توفيت فيه والدته.. وخلال هذا العام سجلت الحالة الصحية للقيادي الإخواني الأشهر، معدلات خطرة.. حيث أصبحت حالة قلبه الصحية قليلة الكفاءة خاصة مع التقدم في العمر ووجوده في السجن، كما يقول الدكتور رشوان شعبان استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية.. حيث يتبقي 4 سنوات على انتهاء مدة سجنه على ذمة القضية.. وهذا ما جعله أكثر التزاما بالتعليمات الطبية خاصة مع إصابته بأمراض القلب وارتفاع السكر وانسداد في الشرايين في نفس التوقيت وهي التركيبة التي يطلق عليها الأطباء مثلث الخطر خاصة مع تقدم السن وكون المريض ذكرا وهو ما يجعل خيرت الشاطر معرضا بسهولة لجلطات في القلب في أي وقت ويجعل التزامه بالتعليمات الطبية أمرا لا تهاون فيه حيث يستلزم ضرورة متابعته بالكشف عليه بشكل مستمر والالتزام بضرورة إعطائه جرعات مستمرة من الأدوية التي تعمل على تقليل حجم القلب والأدوية الموسعة للشرايين التاجية وأدوية لمنع التجلطات وأخري مضادة للدهون هذا الى جانب الالتزام الحرفي بالعادات الغذائية بحيث يخلو طعامه تماما من الدسم والملح.

الحالة الصحية لخيرت الشاطر تسببت في حزن كبير لأسرته، خاصة بعدما تلقوا آخر التقارير الطبية  عن حالة المريض محمد خيرت الشاطر 59 عاما تحت اشراف الدكتور احمد عبدالعزيز.. حيث تضمن تقرير رسم القلب تدهورا في حركة عضلة القلب المتضخمة ووصول معدلات السكر الى مستوى مرتفع، أدت الى إصابته بالتهاب شديد في الأعصاب حتى وصل الى درجة عدم استجابة الأطراف العصبية الى المؤثرات الخارجية.

وتضاف هذه الأمراض الى إصابته القديمة والشهيرة بالكسل في الغدة الدرقية بخلاف معاناته التي لا تنقطع من التراكم المستمر في تكوين الحصوات على الكلي وإذا تجاهلنا مشاكل الغضاريف التي يعاني منها خيرت الشاطر يبقي دوما الهاجس المرضي الذي لا يفارق الشاطر أبدا كما يعلم المقربون منه هو نوبات الأزمات الصدرية التي تحول الخوف منها مع تكرار إصابته بها في زنزانته حتى وصلت الى ما يشبه الفوبيا أحيانا لدي الشاطر، والذي أصبح يراعي أن يتناول المضاد الحيوي الخاص مع بداية حدوث الأزمة قبل أن تحدث من الأساس وذلك على سبيل الاحتياط.

وبسبب هذا الجدول المزدحم بالأمراض المزمنة التي أصبحت معها إدارة سجن مزرعة طرة وملزمة بالسماح لخيرت الشاطر بالخروج أسبوعيا الى مستشفى قصر العيني القديم حيث يخرج الشاطر في موعد ثابت على مدار ثلاث سنوات بالكامل هي مدة حبسه على ذمة القضية حتى الآن هو يوم الاثنين الذي لم يكن يخلو أبدا من موعد متابعة مع طبيب القلب أو الصدر أو كشف لدي طبيب الأعصاب أو جلسة علاج طبيعي ثابتة على العمود الفقري بسبب معاناته من مشاكل الغضاريف.

وأمام هذه الحالة، لا تجد أسرة خيرت الشاطر إلا تكرار تقديم طلب واحد ملوا من كثرة تقديمه الى إدارة السجن ولم تتم الاستجابة له حتى الآن هو نقله مستشفى قصر العيني الجديد (الفرنساوي) كما كان الحال مع الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أثناء اعتقاله العام الماضي.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

2 comments
  1. تسماعيل خفاجى 05/12/2010 17:43 -

    حسبى الله ونعم الوكيل اللهم انتقم من اللى كانوا السبب

  2. المصري 04/08/2010 12:01 -

    لا نستطيع ان نقول (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها ابراهيم علية السلام عندما القي في النار

أضف تعليقاً