فلاسفة الانتخابات و الواقع المصري

الانتخابات المصرية

الانتخابات المصرية

فلاسفة الانتخابات و الواقع المصري

علي الدين ابراهيم

تتميز الانتخابات المصرية عما سواها بشيئين الأول كثرة التصريحات سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة الشرعية أو التنظيم

السري المحظور المعروف جماهيرياً باسم الاخوان المسلمين والثاني هو التحدث عن النتائج قبل إجراء الانتخابات.. الحزب الوطني تحرك في

الانتخابات المصرية  بأكثر من خطة أهمها الدوائر المفتوحة ونشر المواقع الالكترونية والتبكير بالذهاب للدوائر والرد على كل شائعة أو مزاعم أو أكاذيب فوراً ووأدها في مهدها. وكان طبيعياً أن يدافع الحزب عن نزاهة الانتخابات.. بينما شككت الأحزاب و الجماعة المحظورة في نتائج الانتخابات  وأكدوا وقوع تزوير وتسويد للبطاقات وغير ذلك..
غير أن الأحزاب جميعها باستثناء الوطني تتعامل مع هذه الانتخابات المصرية برؤية الفلاسفة وليس برؤية السياسيين الذين يملكون الحلول ويقدمون البرامج القابلة للتطبيق في معظم الأزمات..
الأحزاب والتنظيمات السرية غير الشرعية فشلت في أن تقدم نفسها بديلاً للنظام القائم. وطبعاً هذا ليس عيب النظام أو الحزب الوطني..

الأحزاب والاخوان المسلمين اعتادوا على صيغة الزعيم الفيلسوف.. وكأي فيلسوف فإنه ينظر الى ما بعد المشاكل والأزمات.. يريدون أن يجروا قبل أن يتعلموا المشي.. لذلك فإنهم تفرغوا للفلسفة والتنظير.. لم يتحولوا الى سياسيين..
الماركسية مثلاً كان لها من ابتكرها ثم طبقها آخرون.. وبغض النظر عن أن كتاب كارل ماركس عن الرأسمالية كان هو الطريق للشيوعية. إلا أن ماركس لم يحكم روسيا بنظريته.. وكذلك الرأسمالية.
المشكلة أن الذين يعيبون على الحزب الوطني انه ينفرد بالقرار ويحكم بمنطق شمولي. لا يرون أنه الوحيد الذي غير هياكله ودفع بالشباب الى مراكز قيادية سواء في هيئة مكتبه أو في الوحدات الحزبية.. أكثر من 60% من أعضاء الحزب شباب تحت الأربعين وهناك كثيرون في ال ..18
ليس ذنب الحزب الوطني انه استطاع اقناع الشباب بالانضمام إليه. وأن الأحزاب الأخرى بفلاسفتها عجزوا عن زيادة كوادرهم وتحديث قياداتهم فمازال كثيرون منهم يمارسون إجراءات قمعية ضد تيارات المعارضة داخل أحزابهم اعتقاداً منهم أن الدولة لن تسمح بقيام أحزاب جديدة وهذا خطأ.
إن هذه الأحزاب التي تمارس السياسة بمنطق ديكتاتوري بينها وبين نفسها وبمنطق ديموقراطي بينها وبين العالم الخارجي. فشلت في أن تقنع الناخب بأنها تسعي للديموقراطية وبريئة من البلطجة! فما حدث من وقائع عنف مثيرة بين أنصار نعمان جمعة رئيس الوفد الأسبق ومحمود أباظة رئيسه السابق في محاولة للسيطرة على مقر الحزب العريق بشارع بولس حنا بالدقي يؤكد أن “البلطجة” تمارس في الأحزاب. وقد حدثت نفس المعركة في حزب الغد.. وبالتالي فإن الأحزاب والتنظيمات السرية عندما تتحدث عن العنف فلابد أن يتذكر الناخب أن هذا العنف نبع من داخلها وليس من الحزب الحاكم.
مسئولية خطيرة

لقد شنت الصحافة الخاصة معركة شرسة ضد الحزب الوطني وتهكمت صحيفة على نتيجة الاقتراع قبل ان تعلن عندما كتبت “اليوم تكرم مصر أو تهان”.. وقد استفز العنوان صحفيين عربا للكتابة دفاعا عن مصر مثل طارق الحميد رئيس تحرير الشرق الأوسط وداود الشريان الكاتب السعودي وجهاد الخازن في عموده بالحياة “عيون وآذان”.. ومن المؤسف ان يشعر كتاب عرب بقيمة مصر ولا يشعر بها أبناؤها.
وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات. فإنه لا يصح مطلقاً ربط قيمة الوطن بحزب شرعي أو تنظيم سري محظور.. لا يمكن ان تقاس

قيمة الأوطان بالانتخابات.. كان الأفضل للأحزاب الشرعية أن تدعو في برامجها الى الاستقرار.. وإذا كان سقف الحرية- وليس هامشها- لا يعجبهم فليطالبوا بالمزيد من الحرية لتتراكم على الحريات الموجودة حالياً.
المشكلة ان الصحافة الخاصة انساقت وراء المانشيتات المثيرة والصارخة وركزت على الحزب الوطني. ونسيت أن هناك صراعات دامية في المعارضة.. فقد اتهم مثلاً خالد داود قطب المعارضة البارز حمدى حسن زعيم الكتلة البرلمانية في مجلس الشعب الحالي بالتشكيك في ذمته المالية.
لقد ظلمت الصحف الخاصة والمواقع الالكترونية مصر عندما رهنت بقاءها وكرامتها وسيادتها بنتيجة انتخابات واستعدت كل الدول ضدها.. كرامة الدول يحددها مؤشرات أخرى هي السيادة على الأرض ومعدلات الإنتاج وضمان تقديم الخدمات الأساسية بأعلى مستوى للشعب.. طبعاً لا أحد يقلل من قيمة الديمقراطية.. لكنها ليست شعارا فلسفيا نصلي في محرابه ونركع أمامه خاشعين.. الديمقراطية مسئولية خطيرة.. أحياناً ما تفرز فاشيين مثل هتلر وموسوليني.. وأحياناً أخرى تتحكم فيها قوي خارجية مثلما يحدث في لبنان فيدين نوابها لإيران أكثر مما يدينون لوطنهم.. أو مثلما حدث في العراق العاجزة حتى الآن والتي لم تحترم إرادة الناخبين في صناديق الاقتراع.. هل تم تكريم الفلسطينيين بعد أن اختاروا حماس.. مصر كرامتها في سيادتها واستقلال قرارها.. لا يمكن أن نرهن بلداً بحجم مصر بصندوق يتعارك عليه أصحاب المصالح وفلاسفة الديمقراطية الزائفة. التي تتحدث عن كل شيء مفقود في البلد.

وتنسي أهم شيء الانتاج والاستقرار والمواطنة.

نريد ديموقراطية الدولة المدنية. وليست ديموقراطية التحالفات مع التنظيمات السرية.. ديموقراطية تعطي المواطن حقوقه بغض النظر عن مذهبه أو طائفته أو طبقته.. نؤكد ان الديموقراطية هامة جداً. لكنها ليست مقياس التقدم والكرامة والسيادة.. هناك حزب واحد يحكم الهند طوال 63 عاماً باستثناء فترتين وهي أكبر ديموقراطية في الكرة الأرضية.. وطبعا نحن لا نريد ديموقراطية مثل التي صدرتها أمريكا للعراق.. لا نحبذ ديموقراطية بضغط واشنطن حتى نتنازل ونعطيها سلاماً يخون الفلسطينيين في حقوقهم ويضيع أراضيهم ويقدمهم فريسة سهلة لمأدبة اللئام الضغوط التي تمارسها واشنطن على مصر في الوقت الراهن هدفها أن يعيد الرئيس أوباما فرض المشروطية السياسية على علاقة مصر بأمريكا وبالتالي يحرمنا من حق الاعتراض على تمويل أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني نشك فيها وفي توجهها واتاحة الفرص لأمريكا لخلق أدوات فوضي في المجتمع المصري واحتضانها انتظاراً لليوم الموعود.. الفوضي الكبري.
مصر لن تسمح بتحويل انتخاباتها الى سوط عذاب تلهبه واشنطن أو غيرها فوق ظهورنا.. ولا أدري حتى الآن لماذا لم يتعلم الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي من تجربة زملائهم في إدارة بوش السابقة والتي كللت بالفشل. كما ستكلل كل تجربة أخرى في هذا الصدد.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

3 comments
  1. شوفوا ياجماعه هو بس عضوا مجلس الشعب الى بيتكلم لاء بالعكس الى زعلان انه مانجحش وكان نفسه يخدم بلده يتفضل يورينا مش كل شىء نعلق شمعتنا على الحزب ولا غيره لاء رجالة الثورة لما قامو ا قاموا لمصلحة الشعب وليس للاى حزب وكانوا شرف عظيم لمصر ارجوا من كل من كان ان يريد عضوا ولم يوفقه الله ان يقف مع الشعب كارجل بدون ان يتحامى بسلطه
    وعيب عليكم بقى يامصريين خلتونا قدام الدول الاخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟عيب انا بكتب من خارج مصر وشايفه بعينى وسامعه كلام الناس وقلكم حاجه يمكن تستغربوا انا بأيد الحزب الوطنى مهما كان وحش بس هو الافضل بالوقت الحالى بدل ماتبى مجزره لحد انتخابات الرئاسة ماتعدى العالم مستنى يتفرج على مصر ام الدنيا .. ورجاء من السيد مصطفى البكرى الا يتوقف نشاطه عن العمل لصالح الشعب ولا يقول خلاص لاء لازم تصمد ويكون فيه منك كتير الوطنية وحب مصر مش بس انك تكون عضو بمجلس الشعب لاء كن عضو باسم مصر وممثل لشعبها واستنى الجزاء من الله والدعوه الصالحة . رجاء من كل مصرى انه يفتخر انه مصرى ويحاول يظهر مصر بكل صورة حلوى . والله المستعان

  2. ابو على 03/12/2010 20:31 -

    قرات كلام الاخوة وكلنا مصريون ان كنت وطنى ولابدنجان احنا ملنا عندة عنداخواتة احنا نعرف مصطفى بكرى دكر ومصرى واولى توفر خرفات عندة معندوش شىء يسعدنا شكلك حقودى نحن نرى مصطفى على صفحات الجرايد اسد مصرى اصيل صحفى نبيل وفقق اللة وللعلم ياخ مصطفى المرشحون الدين استبعدهم الوطنى يمثلون ثلث الشعب المصرى فانا حزين لعدم ادراجهم فى الانتخابات تادى بالحزب المطاطى الى التهلكة لانة كلام على ورق وليس دين فهوى زائل عما قريب لان المستبعدون ليس المرشحون ولاكن ثلث مصر فهدة فاجعة لعدم السقة بالوطنى من اليوم ولوحصل فى المستقبل لن يترشح احدوطنى خوف استبعادة وعشيرتة فهوى بهدة الفاجعة زائل عن الجميع لانها تخص ارادة الشعب

  3. ابو على 03/12/2010 20:30 -

    الم اقول المصرى بيسمع كلام رئيسة ولا يخالف رئيسة هم كتبة الحزب المطاطى نظراتك اوامر ياباشا من القديم اليس مصطفى ابن بلدتك يدافع عنة الشعب المصرى وظلةيدافع عنة عشيرتة هناك فرق مصطفىى يتفوق دوليا وظلة على اد عشيرتة فا من الممكن مصطفى يترشح انتخابات رياسة الجمهورية والشعب يتقبلة كل مصرى بمكان فى القلب فهوى مثل النظام لابد ان يكون موجود وظلة داهب الزوال انت يامصطفى نور عيون فقراء المصرين انت الحبيب انت الامل انت المراد انت امتداد الاجداد انت حب مصر وحفيد سعد زغلول انت الكرامة انت التجمع انت الغد انت مصر

أضف تعليقاً