خطة المخابرات السعودية للسيطرة على الاخوان المسلمين في امريكا

الاخوان المسلمين في العالم

الاخوان المسلمين في العالم

خطة المخابرات السعودية للسيطرة على الاخوان المسلمين في امريكا

مصريات

محمد الباز

لا يزال الدور الذي لعبه مهدي عاكف خارج مصر غامضا ومراوغا، وقد تكون المذكرة التي كتبها بخط يده عن زيارته لأمريكا في مطلع التسعينيات دليلا قويا على أنه أحد المؤثرين في العمل الإخواني على مستوي العالم، جاء عاكف في مذكرته على بداية العمل الإخواني في الولايات المتحدة الامريكية، ذكر المؤسسات التي استولى عليها الاخوان المسلمين في الخفاء وأداروا من خلالها عملهم.

وفي هذا الجزء من التقرير يستعرض مهدي عاكف حالة الجدل التي رآها بين اخوان أمريكا حول علانية الدعوة الى الاخوان المسلمين في أمريكا، وهل هي الأفضل أم السرية التي تتمتع بها الجماعة، وتستطيع من خلالها أن تحقق أهدافها دون أن يعترض طريقها أحد.

تحت عنوان “صورة عن الأوضاع في أمريكا حسب الواقع” يقول مهدي عاكف:يسيطر على اهتمامات الاخوان المسلمين في امريكا موضوع العلنية والسرية بشكل واضح، ولم يقتصر الأمر على الاخوة المسئولين ولو من المستويات الأولية (نقيب أسرة فما فوق)، بل أصبح حديث كل القاعدة، وتساؤل كل من له صلة بالعمل حتى ولو كانت صلة محدودة.

كانت مفاجأة لـ مهدي عاكف أنه وفي كل لقاء إلتقي فيه بالاخوان المسلمينن في أمريكا، يطرح هذا الموضوع بشكل مكثف وبإلحاح شديد رغم محاولاته من تهوين الأمر، وتأكيده على وحدة صف الاخوان المسلمين والإلتزام بالجندية التي يقتضيها الانضمام الى جماعة الاخوان المسلمين .

لكن المفاجأة الأهم أن موقف الأغلبية العظمي من الإخوان المسلمين من القاعدة الى مستوى أغلب القمة، كان رفض التوجه الى العلنية، وكانت هناك أسباب واضحة ومحددة لذلك منها:

أولا:غالبية الاخوان المسلمين في أمريكا طلاب ومعظمهم سيرجع الى بلده مرة أخرى بعد أن ينهي دراسته وفي ظهوره والاعلان عن نفسه خطر عليه.

ثانيا:الاعلان عن الاخوان المسلمين لن يفيد الدعوة في شيء إلا إذا كان تحت اسم الاخوان المسلمين، وهو ما يرفضه الداعون الى العلنية.

ثالثا:العلنية ستؤدي الى تحفز السلطات المحلية في امريكا مما قد ينتج عنه موقف مضاد ضد الجماعة.

رابعا:سوف يفتقد الاخوان المسلمين سيطرتهم على المنظمات الاسلامية التي تقود العمل الإسلامي في امريكا مثل رابطة الشباب المسلم العربي والوقف وغيرهما، فهذه المؤسسات تضم في إطارها كل المسلمين مع اختلاف توجهاتهم، وتمايز الاخوان المسلمين من خلال تنظيم جديد يثير العصبيات الفكرية ضد الجماعة.

خامسا:ما دام التنظيم الجديد لن يحمل اسم الاخوان  المسلمين وهو ما أكده دعاة العلنية فلا داعي له، حيث إن قبضة الاخوان المسلمين  على المؤسسات الإسلامية العامة قوية، ويمكن زيادة الفاعلية من خلال هذه المؤسسات دون إثارة أو حرج.

هذا الجدل المحتدم دفع مهدي عاكف، كما يقول في تقريره، الى أن يقابل المسئولين عن الاخوان المسلمين في أمريكا، وهم:هاني جعفر الذي يقوم بمسئولية رئيس مجلس الشورى، موسي أبومرزوق وهو المسئول العام عن الجماعة، الدكتور أحمد القاضي وكان مسئولا سابقا في الجماعة وكان بمثابة حجر الزاوية في الدعوة الى توجه الجماعة ناحية العلنية، عبد المتعال الجبري مسئول التربية في التقسيم الجديد للجماعة، الدكتور حسين إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة، سليمان البحيري ووصفه عاكف بأنه من الإخوة أصحاب الرأي ومحل استشارة الجميع.

حاول عاكف في مقابلاته أن يوضح للإخوان ما لمسه وأن يستطلع منهم الحقيقة، وحتى يكون أمينا في عرضه أشار الى ما قاله كل واحد ممن قابلهم، فهاني صقر مثلا يقول: اتجاه الجماعة الى العلنية سيسبب إشكالات متعددة ، وإذا كان لابد من العلنية فحتى يتحقق التمايز وتتأصل الهوية والولاء لابد من إعلان اسم الاخوان المسلمين على الرغم من مخاطر ذلك.

رأي هاني صقر كان مستندا الى أن الدكتور أحمد القاضي أحد قيادات جماعة الاخوان المسلمين الذي يتبني الدعوة الى العلنية، متأثر بشكل أساسي بأصحاب معهد الفكر(لا يوضح مهدي عاكف من هم هؤلاء على وجه التحديد..لكن يبدو أن كثيرا من الإخوان لم يكونوا على وفاق معهم)، وهؤلاء كانوا يلحون على فكرة علنية الجماعة، وفي الوقت ذاته فإن هاني صقر لم يكن يثق على الإطلاق في أصحاب معهد الفكر.

كانت موافقة الدكتور القاضي لرأي أصحاب معهد الفكر تمثل حرجا شديدا للإخوان جميعا، فهم يريدون في الدرجة الأولي وجود الدكتور القاضي بينهم قائدا وموجها دون أن يكون له ارتباط بمجموعة معهد الفكر، لكن من ناحية أخرى الدكتور القاضي يصر على موقفه، وهو ما يسبب حالة من النفور لدي الإخوان جميعا، ولذا اقترح مهدي عاكف اقتراحا واضحا وهو أن يوفد مكتب الإرشاد في مصر لجنة لحل هذه المشكلة إذ أنها تزداد كل يوم تعقيدا.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً