الزعيم عادل امام مالك مفتاح شباك التذاكر و قلوب الجمهور

عادل امام

عادل امام

مصريات
يدرك عادل امام بذكائه أن سينما الإيفيه التي سيطرت على السينما منذ سنوات قد تحقق بعض الضحك و الابتسام ، و لكنه لا يكون ضحكاً من القلب ابدا ، و هو يدرك أن جمهور السينما لا يبحث عن أعمال ثقافية ثقيلة الظل ، أو سينما بديلة تحتاج الى كتالوج لتفسيرها ، و هو يدرك أيضا ان الجمهور في نهاية المطاف لا يحترم دراما بلا فكرة أو موضوع مهما كان بسيطاً ، لذا فهو يحرص أن يضمن أفلامه خلطة تحمل بصمته الخاصة و هي السياسة و الدين و الجنس و يحدث أحيانا أن تفسد هذه الخلطة و لكنها تظل مقبولة بالنسبة لجمهور يثق في فنان يعرف ماذا يريد الجمهور ، و يضيف إليه ما يجعل له قيمة فنية و فكرية.. إنها ليست فقط الخبرة أو التاريخ إنه الذكاء من أجل البقاء .. حينما تتقلص مساحة ذكاء الفنان و يركن فقط إلى تاريخه السابق تتقلص امكانيات بقائه و استمرار على الساحة الفنية مع مرور السنوات و النجم عادل امام يصنع حالة نجومية استثنائية ببقائه منذ بدايته في الستينيات ، حينما وقف إلى جوار فنان الكوميديا الراحل فؤاد المهندس في جور صغير بمسرحية السكرتير الفني ، مروراً بأكثر من مائة فيلم تنوعت موضوعاتها بين الاجتماعي و السياسي و ما يشغل الرأي العام مثل تقديمه لموضوع الفتنة الطائفية في فيلم حسن و مرقص الذي كتب له السيناريو يوسف معاطي و شاركه البطولة فيه النجم عمر الشريف

مساحة الذكاء في اختيارات عادل اما الفنية تؤكد إدراكه طبيعة تغير الزمن ، و ارتباط ذلك بضرورة التعامل معه و ليس مصارعته أو الوقوف خارج ساحة الفن لندب الحظ و اتهام الزمن الحالي بأنه زمن ردئ لا مجال فيه للفن الجميل ،

أكثر ما يلفت النظر في اعمال عادل امام الأخيرة أنه حينما أدرك أن قوانين السينما تغيرت منذ فيلم إسماعيلية رايح جاي و انطلاق موجة ما يسمى بسينما المضحكين الجدد من الشباب ، لم يقم بمحاربة هذا الاتجاه و لم ينجرف خلفه تماماً ، و انما استمر في طريقه الذي حدده منذ البداية ، فهو بإحساسه يدرك أن أعمالا مثل عمارة يعقوبيان و ” الارهاب و الكباب ” و ” اللعب مع الكبار ” و ” احنا بتوع الاتوبيس ” و ” حب في الزنزانة ” و غيرها من الاعمال الجادة تضيف الى رصيده كفنان محترم يؤدي رسالة التنوير الى جانب الترفيه ، و هو يعلم أن هذا لا يكفي ، فعليه أيضا التواجد بأعمال كوميدية خفيفة مثل أعماله الخفيفة ” مرجان أحمد مرجان ” و ” التجربة الدنماركية ” و ” عريس من جهة أمنية ” و هي كلها تعكس وجها آخر من سينما الشباب ، و لكن من زاوية يكون هو فيها بطلا فهذه الافلام كلها تتناول علاقة الاب بأبنائه و هؤلاء الابناء دائما طلبة جامعيون و الاب دائما ارمل ضحى بفكرة الزواج مرة اخرى ، و تحمل عبء تربية ابنائه منذ صغرهم ، و مثل هذه الموضوعات التي تدور في اطار حبكة خفيفة الظل تكسر حاجز الفارق الزمني بين نجم كبير يتحدث لغة تختلف عن لغة الشباب ، فهو في ” مرجان احمد مرجان ” يرتدي الملابس الشبابية و يتحدث بلغتهم ليؤكد انه يفهم هذه اللغة كما يفهم لغة شباك التذاكر و يملك مفتاحه أيضا

إيهاب التركي

مشهد من مسرحية الزعيم للفنان عادل امام مع مصطفى متولي

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً