العلمانية في مصر بين القبول والرفض.. ما هي؟ ولماذا؟

ما هي العلمانية؟

مصريات – شهدت مصر خلال العام الحالى العديد من حالات الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط نتيجة صراعات على ملكية أراضي أو تغيير ديانة.

حيث شهدت مصر مؤخرًا أحدث حالة للتحول من الإسلام إلي المسيحية وهي المحامية نجلاء الإمام التي انتقلت من الإسلام إلي المسيحية، ومن قبلها محمد حجازي وماهر المعتصم، وفي المقابل هناك حالات أخري لانتقال مسيحيين إلي الإسلام، لعل أشهرها وفاء قسطنطيين، والتي اختفت بشكل مفاجئ، ولم يتم العثور عليها حتى الآن.

هذا إلي جانب الأحكام التي حصل عليها بعض البهائيين من السماح له بوضع شرطة(-) في خانة الديانة، وهو ما دفع البعض إلى رفع شعار (العلمانية هي الحل) باعتبارها تمثل طوق النجاة، والحل لكل الصراعات في المجتمع، لأنها كما يقولون تشمل كل الأديان ومختلف الثقافات، ويحاولون نشرها بأي وسيلة، ويستقطبون شباب الجامعات ليتمكنوا من تكوين جبهة مضادة للإخوان المسلمين، الذين يمتد نفوذهم بشكل كبير داخل الجامعات.

وفي المقابل تلقى العلمانية معارضة شديدة من تيارات متعددة في المجتمع، منها الأزهر الشريف، والإخوان المسلمين، وأيضا بين المواطنيين، ويعتبرونها كفر وإلحاد.

وقد صدر مؤخرا بيان عن أكثر من 200 شخصية عامة لرفض مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد، والذي إعتبره البعض محاولة لفرض العلمانية بقوة القانون، دون النظر إلي الشرائع السماوية.

ولهذا ذهبنا إلى أصحاب هذه الآراء المختلفة، وأيضا إستطعنا الوصول إلي بعض الطلاب الذين يمثلون نواة التيار العلماني داخل الجامعة للوقوف على حقيقة الأمر وتوضيح الصورة من خلال هذا التحقيق.

ما هي العلمانية؟

في البداية تقول الدكتورة منى أبوسنة الأمين العام لمنتدى ابن رشد الذي يترأسه الدكتور مراد وهبة، أننا نظمنا أول مؤتمر لتأسيس العلمانية في مصر بالإشتراك مع حزب مصر الأم (تحت التأسيس) والجمعية المصرية للتنوير في أول مارس 2006 وهذا أول مؤتمر علني منظم على مستوى العالم العربي، لتأسيس العلمانية في مصر في ضوء التعريف الحديث الذي وضعه المفكر والفيلسوف الدكتور مراد وهبة، والذي يعرف العلمانية بأنها (التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس كما هو مطلق)، وهو يطرح لأول مرة في العالم كما تقول د/منى أبوسنة كتعريف منظم للعلمانية، وكل ما سبق من فهم للعلمانية كان من خلال تعريفات قاموسية فقط.

وفي ضوء هذا التعريف فإن المطلق يعني الأشياء التي تتجاوز العالم الطبيعي، أي التي أعلى من قدرة الإنسان، أما النسبي فهو كل شئ متغير وغير ثابت، وهذا التعريف مرتبط بالعلم وبالناحية الثقافية والفلسفية، ويهدف إلي تغيير ذهنية البشر حتى لا يخلطوا بين المطلق والنسبي، والمطلق قد يكون فكر أو معتقد، ليس بالضرورة أن يكون دينيًا، ولكنه ثابت ولا يقبل التغيير.

ما هو تعريف العلمانية كمصطلح؟

من واجب المثقفين تبسيط هذا المصطلح وتوصيله للجماهير وقالت إن أصل كلمة العلمانية (بفتح العين) من كلمة العالم، وقد أقر مجمع اللغة العربية بأنها مشتقة من العالم، وفي الإنجليزية مشتقة من اللفظ اللاتيني sae culum أي العالم الزمني أي أن العالم متزامن بالزمان.

وتترجم كلمة العلمانية إلي الإنجليزية secularization وهي لا تعني فصل الدين عن الدولة كما يعتقد البعض، ولكن تعتبر الدين شأنا خاصا بين الإنسان وربه، وبالتالى لا يجب الخلط بين الشأن الخاص مثل الدين وبين الشأن العام.

مثلا إذا كنا في دولة تحدد نظام العمل للفرد بـ 8 ساعات يوميًا، فلا يجوز للفرد أن يترك العمل لكي يصلي، ولكن يمكنه أن يصلي في المنزل، أو بعد إنتهاء العمل.

وتقول بأن الأديان لا تعطي العقل فرصة للتفكير، لأن الفرد يلقي بمسئوليته على سلطة عليا هي الله، وهذا يعتبر مفهوما خاطئا عن الله بأنه يحيا معنا في كل مكان، وهذا يعني أن الفرد غير راشد وأن الله هو المتصرف في كل الأمور، وهذا غير صحيح على حد قولها، وأضافت بأن العلمانية أشمل وأعم من كل الأديان والثقافات، وبالتالى فهي تمثل الحل الأمثل لكل المشاكل الطائفية في مصر.

العلمانية في مواجهة التيار الاصولي

ويقول الأستاذ/محمد فرج الأمين العام المساعد لحزب التجمع وعضو منتدى ابن رشد، أن العلمانية ربما تكون ضعيفة في مواجهة تيار الأصوليين (الإسلاميين) المتشددين، بسبب التشويه الذي يترسخ في أذهان الناس على اعتبار أن العلمانية ضد الدين أو كمرادف للكفر والإلحاد، وفي ظل شعب متدين ستجد أن العلمانية معزولة بين جماعات صغيرة من المثقفين، وهناك مؤمنون بفكر العلمانية، ولكن لا يستطيعون الجهر بذلك.

ولابد من توضيح أن العلمانية ليست ضد الدين، ولكنها تعمل في مجال الواقع، لأنها منهج للتفكير في النسبي بما هو نسبي، وليس كما هو مطلق، وبالتالى هذا يحدد مجالا للعلمانية للعمل فيه وهو الواقع، أما الدين فهو تسليم بالإيمان.

وأوضح بأن العلمانية هي فصل الدين عن السلطة السياسية، كما حدث في أوروبا قديما عندما اختلف الناس مع الكنيسة وسلطتها، وليس مع الدين وتشريعاته

وطرح إشكالية أخري هي فصل الدين عن العلم، وعدم الخلط بينهما، لأن العلم نسبي ومتغير، أما العقائد فهي ثوابت ومطلقات لا يمكن أن تناقش عقليا، والدين من المكونات الثقافية والعقلية لأي إنسان ومعنى فصل الدين عن الدولة يعني فصل الإنسان عن الحياة

وليس هناك دولة مؤمنة وأخرى كافرة، ولكن هناك شحص مؤمن وشخص كافر، وهذا يعني أن الدين أمر شخصي بين الفرد وربه، أما الدولة فلابد أن تكون في إطار سياسي يمارس فيه الجميع حقوقهم السياسية دون النظر إلي عقائدهم الشخصية.

العلمانية بضاعتنا ردت إلينا

وأضاف بأن العلمانية عندما جاءتنا من الغرب قلنا هذه بضاعتنا ردت إلينا، لأن الغرب أخذها من مؤلفات ابن رشد وغيره من الفلاسفة العرب، دون أن ينظروا لكونه مسلما أو عربيا، وإنما لأن هذه الأفكار كانت سببا في تقدمهم.

وأشار إلي أن العلمانية تبحث عن المصالح أينما وجدت، حتى لو تصادمت مع النصوص الدينية، بمعنى تفسير النصوص الدينية حسب المصالح، وفقا للتغيرات الزمانية والمكانية، لأن الفتاوي تتغير بتغير الزمان والمكان، وبالتالى فإن التأويل في النصوص الدينية يكون لخدمة المجتمع، ولخدمة الدين نفسه، حتى يكون صالحا لكل زمان ومكان.

العلمانية هي التصويت

الدكتور/ صلاح الزين أستاذ الكيمياء العضوية بمعهد بحوث البترول، ورئيس ما يسمي بالحزب الليبرالى المصري ـ تحت التأسيس ـ وأحد الأطراف التي شاركت في تنظيم المؤتمر الأول لتأسيس العلمانية من خلال ما كان يسمى بحزب مصر الأم تحت التأسيس، قال إن هناك محاولات لإنشاء هذا الحزب بعد رفض المحكمة الإدارية العليا ولجنة شئون الأحزاب لتأسيس حزب مصر الأم الذي كان ينادي بالعودة للفرعونية.

ونحن نتبنى العلمانية كضرورة لتقدم المجتمع، وقد اشتركنا في المؤتمر الأول في ضوء تعريف الدكتور مراد وهبة، ولكننا وجدنا أنه تعريف ثقافي وفلسفي ويعبر عن علمانية الأفراد، وبالتالى فهذا التعريف لا يعنينا لأننا نبحث عن علمانية الدولة ككل من خلال السياسة.

وهذا يتفق مع أصل كلمة علمانية وهي كلمة سريانية مشتقة من كلمة علمايا، وتعني الشعب. وهذا موجود في كتاب تاريخ القرآن للمستشرق الألماني تيودور نولدكه، وبالتالى فالعلمانية ليس لها علاقة بالعلم، ولا بالعالم، ولكن بالناس أو الشعب. وتستخدمها الكنيسة القبطية كوصف للشخص الذي يتم تعميده بعيدا عن الإكليروس.

وأوضح أنه يهتم بعلمانية الدولة التي تتعلق بالعلاقات بين الأفراد، وتعني التصويت من خلال الشعب، حتى نتخلص من وصاية أي فرد أو جماعة أو عقيدة، وبالتالى لا يطبق أي قرار إلا من خلال التصويت الدوري المتكرر حسب رأي الأغلبية السياسية، وليس الأغلبية الدينية، في إطار دولة مدنية ومن خلال مبدأ المواطنة.

وبالتالى تكون مصلحة الشعب هي الأساس، وهذا يعني أن العلمانية تفصل المقدس عن السياسي، وهذا المقدس قد يكون عقيدة، أو فكرة راسخة لها صفة القدسية، والغرب لديه ديانات متعددة داخل المجتمع الواحد، ولكن ما يحكمهم هو القانون، وليس العقائد، وبالتالى يجب التمييز بين مهام رجل الدين ومهام رجل الدولة، وهذه هي العلمانية التي ننشدها.

هل تعني العلمانية فصل الدين عن الدولة

يقول الأستاذ/سامي حرك محامي ووكيل مؤسسي حزب مصر الأم الذي يتبني فكرة القومية المصرية دون غيرها من قوميات سواء كانت عربية أو إسلامية، والذي رفضته لجنة شئون الأحزاب وأحد المنظمين لمؤتمر تأسيس العلمانية، بأن العلمانية مهما كانت تعريفاتها لابد أن تنتشر بين النخب من المثقفين سواء كانت علمانية ثقافية من خلال تعريف الدكتور مراد وهبة، أو علمانية سياسية كما يقول الدكتور صلاح الزين، المهم أن تنتشر العلمانية وأن يتم تبسيط هذه التعريفات حتى يفهمها كل الناس.

وأضاف بأننا نريد دولة علمانية ذات دستور علماني، نبحث فيه عن المصالح وفقا للصالح العام دون التقيد بالحلال أو الحرام، بمعنى أنه إذا رأت الأغلبية بمنع بيع الخمر فلتأخذ برأي الأغلبية، وإذا أقرت الأغلبية أيضا بإباحة الخمر فلابد من الامتثال لرأي الأغلبية دون التقيد بالنصوص الدينية.

وطالب بأن تكون كل الآراء والأفكار قابلة للتصويت، ويكون الحكم دائما للشعب من خلال الأغلبية، وهذا يعني بضرورة فصل الدين عن الدولة. وهذا ليس تعريفا للعلمانية ولكن نتيجة من نتائجها، وأضاف قائلا إن تعريف الدكتور مراد وهبة تعريف سياسي يهرب من مواجهة الشارع وفيه نوع من التحايل على ازدراء وتسفيه الأصوليين للعلمانية، والحقيقة نحن نهدف إلي فصل الدين عن السياسة وعن الدولة وعن المجتمع وعن الشارع أيضًا. وهذا لا يعني إلغاء الدين، ولكن أن يتم حصر الدين داخل أماكن العبادة فقط، سواء داخل المسجد أوالكنيسة أو بين الإنسان وربه.

نشر الفكر العلماني

وأضاف قائلا نحن نجاهد ونناضل لنشر الفكر العلماني حتى يصل للجماهير، ودورنا متواصل مع منتدى ابن رشد، والجمعية المصرية للتنوير، وكل التجمعات العلمانية، لإيجاد آليات للبحث عن أوجه التقدم على مستوى العالم ونقلها للمجتمع المصري لتدعيم القومية المصرية دون غيرها من قوميات.

وأشار إلى أنهم عندما يخاطبون الجماهير ليس من الضروري استخدام كلمة العلمانية، لأن الجمهور يفهمها بشكل مشوه، ولكن الأهم هو نشر الفكر العلماني بغض النظر عن المسميات وهو ما نتمناه ونسعي لتحقيقه.

ما هي العلمانية عند فرج فودة؟

وهذا الرأي لا يختلف كثيرا عن رأي الجمعية المصرية للتنوير التجمع الثالث في مؤتمر تأسيس العلمانية، حيث يقول الأستاذ إسحاق حنا الأمين العام للجمعية أنها تأسست على يد الدكتور والمفكر فرج فودة والذي اغتيل عام 1992 بعد صدور فتاوي بتكفيره، ومن أهم شعاراتها قول مؤسسها فرج فودة بأنه لا حدود لحرية الفكر ولا قيود على هذه الحدود من حاكم أو نظام حكم أوحزب أو عقيدة.

ويقول الأستاذ اسحاق حنا بأن الجمعية تتبني العلمانية كفكر حديث يساهم في تقدم المجتمع وقد اشتركنا مع حزب مصر الأم (تحت التأسيس) ومنتدى ابن رشد في وضع اللبنة الأولي لتأسيس العلمانية ووضع تعريف لها، وهذا ما تحقق من خلال المؤتمر الذي عقد لتأسيس العلمانية في أول مارس 2006 وبعدها لم نشارك في أي مؤتمرات لأننا لا نبحث عن تعريفات للعلمانية، لأننا نتبنى العلمانية بكل أشكالها، ولذلك بدأنا في نشر مفهوم العلمانية في المجتمع من خلال الندوات الشهرية التي ننظمها حتى تتحول من مجرد آراء ومفاهيم إلي تطبيقات في الواقع.

وكل ندوات الجمعية تأتي في سياق نشر الفكر العلماني، وهذا لا يعني أن العلمانية ضد الدين أو بديلة له ولكنها منهج في التفكير يتيح الفرصة للجميع للإبداع، وتشمل في مضمونها أشياء أخري منها الأديان والأفكار والتيارات السائدة، وأتفق مع رأي سامي حرك بأن من نتائج العلمانية فصل الدين عن الدولة، أو بمعنى أدق فصل الدين عن مؤسسات الدولة، وأن يكون الدين في أماكن العبادة كالمسجد والكنيسة وبالتالي فنحن نطالب بدولة مدنية، الحكم فيها للقانون وليس للدين، وهذا يحتاج إلي مجهودات كبيرة لأن المجتمع يبني أفكاره نتيجة تراكمات ثقافية، ولذلك نحن نحاول نشر العلمانية بشكل تدريجي في المجتمع حتى نصل إلي مجتمع الحريات الذي لا يتقيد بالدين ويعتمد على التعددية وقبول الآخر ويأخذ برأي الأغلبية وما تقتضيه المصلحة العامة، وحتى في حالة تعارض المصالح مع بعض النصوص الدينية فإننا نستخدم العقل ونطبق روح العقيدة، وبالتالى فإن التصرفات الفردية للأشخاص لا تعنينا، لأن كل شخص حر ومسئول عن تصرفاته الفردية، أما فيما يخص الجماعة فإن القانون هو المنظم والحاكم لهذا السلوك، وبالتالى لا تحكمنا سلطة الدين وإنما سلطة القانون، وقال بأن العقل أساس التقدم، ولهذا فإن الغرب تبني العقل فصنع التقدم أما نحن فتركناه فورثنا التخلف.

رأي المواطنين المصريين في مفهوم العلمانية

وعلى النقيض تماما جاءت آراء المواطنين، حيث قال محمد عبدالله بدر (محامي) أن مفهوم العلمانية يعني فصل الدين عن الدولة، وهذا مرفوض من وجهة نظره، لأن الدين هو أساس الحياة، وقال إنه يمارس حياته كمواطن مسلم دون التقيد بمسميات مثل علماني أوشيوعي أو غيرها من المسميات، وقال إنه لم يسمع أو يقرأ عن العلمانية في الدين الإسلامي ولا يقبل الأفكار السابقة.

الإسلام صالح لكل زمان ومكان

ويؤكد المهندس ياسر محمد عبدالله صاحب شركة كمبيوتر، أن العلمانية هي بالفعل فصل الدين عن الدولة، وفكرة المطلق والنسبي ربما لا تفهمها الجماهير، ولكنها من وجهة نظره غير مقبولة، لأنها تبعد الناس عن الدين الذي هو أساس الحياة، ونحن شعب متدين منذ القدم ولا نتأثر بالأفكار الغربية ومنها العلمانية، وقال إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وكل المشاكل المرتبطة بالدين ناتجة عن تطبيقات خاطئة له، والدولة الإسلامية قادت العالم في فترة كانت تعيش فيها أوروبا في الظلام والتخلف، وذلك نتيجة تطبيق صحيح الدين.

أما أسباب التخلف حاليا فترجع للابتعاد عن الدين، وقال أنا لم أقابل أحد العلمانيين بشكل مباشر، ولكن أغلبهم من الفلاسفة الذين يتبنون أفكارا خاصة لا تتوافق في معظمها مع الدين، ومع رأي الأغلبية.

وأضاف قائلا أعتقد أن هناك مصالح لهؤلاء العلمانيين من التحلل من سلطة الدين، حتى يبرروا لأنفسهم الخطأ.

دور المثقفون في نشر العلمانية

وكما يقول الدكتور مراد وهبة ان الدور الرئيسي لنشر العلمانية هم المثقفون في المجتمع، ولكن هل يمكن للمثقفين أن يقبلوا تلك الأفكارأم لا؟

الدكتور كمال مغيث ـ باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية ـ يؤيد أفكار العلمانية بشكل مطلق، بقوله إن العلمانية تستهدف وجود قاسم مشترك بين البشر دون التقيد بالمعتقدات، لأن المعتقدات هي أمر خاص بين الإنسان وخالقه، أما كافة شئون الحياة فتنظم وفقا للقانون والدستور بإستخدام العقل الذي كان سببا رئيسيا في تقدم الغرب، أما نحن فنعيش في تخلف، ولذلك يجب أن تكون هناك دولة مدنية يحكمها الدستور، وليس الدين، وأضاف بأن هذا هو السبيل الأمثل للقضاء على الصراعات الطائفية في المجتمع لأن كل العقائد سواء في الوصول إلي الله، والبهائيون مثل المسلمين، والسيخ، وعبدة الضفدعة، إلخ.. وبالتالى يحق لكل شخص اختيار الدين الذي يريده، ويكون الحل في الدولة المدنية التي لا تنحاز لدين واحد دون الأديان الأخرى.

العلمانية تمنع التشدد والأصولية

ويؤيد الأستاذ ماجد سرور المدير التنفيذي لمؤسسة عالم واحد للتنمية الفكر العلماني بقوله: إن العلمانية تليق بالظروف التي يمر بها العالم بمعني أن العلمانية قد تساهم في منع التشدد والأصولية السائدة في المجتمع والنموذج الغربي نموذج واضح لنجاح العلمانية حيث أن الدين يترك لأصحابه من علماء الدين أما الدولة والمنظومةالسياسية فالعقل البشري قادر على إدارتها دون تدخلات دينية وأنا لست أصولي ولا علماني ولكني أرى أن العلمانية هي الحل المناسب لمجتمعنا.

العلمانية تمنع النفاق

ويقول الدكتور هاني حنا عزيز مدير عام ترميم آثار، أن العلمانية تستهدف نشر العلم في الحياة العامة باستخدام العقل، وأشار إلي أن الكنيسة بها كهنوت وبها علمانيين، وبالتالى فهي ليست كلمة قبيحة في المسيحية لأنها لا تعوق الدين وإنما تنظم شئون الدولة من خلال القانون والعلم، والقول بفصل الدين عن الدولة هو أمر مقبول من وجهة نظره، لأننا نريد دولة مدنية، وليس دولة دينية، وهذا يعني أن أساس الإختياربين المواطنيين يكون على أساس الكفاءة وليس الدين، وهذه هي العلمانية الصحيحة التي تعني إدارة الدولة بالأساليب العلمية التي تساعد في تنفيذ أمور الدولة على أكمل وجه دون التقيد بالعقيدة، وبالتالى تكون المواطنة هي الأساس والكفاءة هي المعيار، وفي الغرب ليس هناك إزدواجية في التدين، بمعنى أن المتدين يطبق صحيح الدين، والغير متدين يجهر بذلك دون خوف، وبالتالى العلمانية تمنع النفاق.

ما هي العلمانية السياسية؟

الدكتور أنور مغيث أستاذ الفلسفة السياسية بكلية الآداب جامعة حلوان، يرى أن العلمانية هي الفصل بين الدين والدولة، وليس الفصل بين الدين والعالم العام، وبالتالى فهي لا تلغي الدين لأنه علاقة خاصة بين الفرد وربه، لذلك فهي ضرورية للمجتمع.

وبرأيه أن تعريف الدكتور مراد وهبة تعريف ثقافي فقط، أما إذا تحدثنا عن السياسة بإسم المطلق فلن تكون هناك إمكانية لنقد أو مراجعة هذا الرأي السياسي، ولذلك من حق أي إنسان أن ينطلق في تصور للإصلاح بشرط أن تكون كل الأفكار قابلة للنقد، أما من يأخذ برأي الدين فقط فإنه يبحث لنفسه عن الحصانة التي تمنع الآخرين من أن يوضحوا ما به من عيوب.

والسياسة هي تطبيق ما يحتاج إليه الناس وليس ما يريدونه، وبالتالى المشكلة ليست في قبول الناس للعلمانية من عدمه، ولكن طبقا لرؤية سياسية معينة تحدد ما يحتاجون إليه لتدبير عقلي رشيد لشئون هذا الوطن الذي يجمعنا مسلمين ومسيحيين ,متدينيين وغير متدينيين من خلال الدولة المدنية العلمانية.

ولفظ المدنية مطابق للدولة العلمانية، ولكن هذا المصطلح أهال عليه الإسلام السياسي التراب، وجعله مصطلحا مكروهًا، فقد جعل العلمانية معارضة للدين، وهذا غير صحيح، ولهذا نحتاج إلي وعي ثقافي وإرادة سياسية وتشريعات جديدة وقراءة لتطور المشهد العالمي المعاصر لكي يصل الناس إلي تقبل العلمانية، وبالتالى يجب أن تراعى الإتفاقيات الدولية والحقوق التي جاءت بإجماع عالمي من الثقافات المختلفة.

العلمانية ليست مذهب فكري

ويري الدكتور صلاح قنصوة مقرر لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن العلمانية ليست إسم مذهب فكري أو علمي أوفلسفي كما يقول الدكتور مراد وهبة، بمعنى أن التفكير في النسبي بما هو نسبي يصلح لكل فكر علمي أو أي فكرة قابلة للحوار بعيدا عن المطلقات، وهي المقدسات والثوابت، وهذا تعريف مرتبط بإنفصال السلطة الدينية عن السلطة السياسية، وأنا أرى أن العلمانية ليست منهج في التفكير وتعريف د /مراد وهبة فيه بعد عن الدلالة المطلوبة، ويضيف نتائج سيئة لإستخدام كلمة علماني على هذا النحو.

ويقول النائب محمد أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية: أن العلم شئ عظيم وإبتكار الإنسان من خلال العقل محل إحترام، ولكن من خلال ثوابت في العقائد لا يجب أن تمس، والمصريون متدينون ويميلون إلي الوسطية والإعتدال بطبيعتهم، وعموما يمكن دراسة النموذج التركي كنموذج يستحق التقييم لأن المجتمع التركي قريب جدا من مجتمعنا.

لسنا مثل تركيا

وعلى عكس الآراء السابقة يقول الأستاذ/أحمد جبيلي رئيس حزب الشعب الديمقراطي ورئيس تحرير جريدة شعب مصر، أن العلمانية مزاعم وأكاذيب تستهدف زعزعة العقيدة والإيمان لدى الشعب المصري، وهذا يأتي نتيجة دولة القطب الأوحد (الولايات المتحدةالأمريكية) التي تقود العالم، وتحاول نشر الأفكار الغربية داخل المجتمع، وبالتالى يحاول هذا الفكر أن يجد له مجال في مجتمعنا وهم يحاولون التسلل بشكل تدريجي لنشر هذه الأفكار الغير مقبولة والغير مناسبة لمجتمعنا الذي يتسم بالتدين منذ القدم.

وبالتالى لن تجد هذه الأفكار أي قبول، ولن يكون لها صدى أو تأثير، ويجب ألا نقلد الغرب في كل شئ ضد الدين، ويجب أن نعرف أن حالات الإنتحار تزداد في الغرب نتيجة البعد عن الدين، وأؤكد أن الدين هو أساس الحياة، ولابد من التمسك به والإبتعاد عن تلك الأفكار الهدامة التي تريد أن تجعلنا مثل تركيا، وأقول أن مصر لن تكون تركيا أخري ومجتمعنا لن يقبل ذلك.

العلمانية مرفوضة

الدكتورة عزة عزت أستاذ التحرير الصحفي بجامعة المنوفية والمنيا، ترفض التوجه العلماني بكل أشكاله وتعريفاته، وتقول بأن هذا الفكر لن يتفق مع التيار الديني المتزايد في مصر، لأن المصريين متدينيين بالفطرة، وتقول بأن الإسلام لا يتناقض مع إعمال العقل.

وحول قول البعض بأن أوروبا تقدمت بعد التحرر من سلطة الكنيسة، تقول بأن الكنيسة كانت تقف ضد العقل والعلم معا، وهذا غير موجود في الإسلام، وبالتالى فليس هناك مقارنة بيننا وبين الغرب، وهذه المصطلحات مثل الماركسية والشيوعية والوجودية وغيرها، لم تجد نجاح يضمن لها البقاء والإستمرار.

وتقول بأن النموذج التركي قابل رفض شديد وفرض بضغط شديد، وحاليا هناك إتجاه إلي التدين في تركيا، ولكن يقابله تعصب أعمى من العلمانيين في منع انتشار التوجه الإسلامي في تركيا مثل حظر الحجاب في الجامعات.

الأستاذة ألفت العربي مثقفة وكاتبة رأي ترفض التوجه العلماني، وتقول بأن الشعب المصري لديه ثقافة دينية، ولا يمكن التأثير عليها بنشر تلك الأفكار الهدامة، التي تبعد الدين كليا من المجتمع، رغم مايقولونه بأن العلمانية لا تلغي الدين، فهذه مجرد أقوال مثل السم الذي يوضع في العسل حتى يتمكنوا بشكل تدريجي من القضاء على الدين، وهذا يشكل خطورة على المجتمع.

الكاتب والمفكر الإسلامي عبدالفتاح عساكر يقول أن الإسلام أكثر علمانية من العلمانيين أنفسهم، لأن أول كلمة نزلت في القرآن هي إقرأ، وهي دعوة لإستخدام العقل، والدين هو فطرة الله التي فطر الناس عليه،ا ولا يجب أن نتبع هذه الأفكار البعيدة عن الدين والتي تستهدف لتأويل النصوص الدينية وتفسيرها حسب أهواءهم الشخصية، وهو ما يؤدي إلي الضلال والإشراك بالله.

رأي الدين في العلمانية

الشيخ فاضل سليمان رئيس مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام، يقول أن العلمانية نسبة إلى العلم بكسر العين، والإسلام دين علماني يدعو إلي إستخدام العقل، ولكن عند العلمانيين تعني العلمانية إبعاد الناس عن المبادئ التي وضعها الدين وإستخدام العقل فقط في إدارة شئون الحياة، وهذا العقل ليس كافيا لوضع مبادئ يسير عليها الناس.

والعلمانية والفاشية والنازية وغيرها هي أيديولوجيات بشرية لم تحقق أي نجاح، ولذلك يجب على المسلم أن يضع ثقته في الله.

وأشار إلي أن هناك أمور متشابهات بين الحلال والحرام، يمكن فيها إستخدام العقل وقال أن الشذوذ الجنسي مثلا كان جريمة في الغرب قبل مائة عام، أما الآن أصبح متاح ومقبول، لأن الناس أصبحت تعشق المعصية، وهناك من يقول أن الفتاوي تتغير بتغير الزمان والمكان، ولكن ليس بالتغيير في أصول الفقه، والتي لا يمكن أن تتغير.

وأعتقد أن العلمانية هي محاولة من الغرب لنشر الإلحاد والشرك بالله، وهناك الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر الذي أقر بوجود الله قبل وفاته وبالتالى فإن الدين هو أساس الحياة.

ما هو رأي الأزهر في العلمانية

الشيخ فوزي الزفزاف الرئيس السابق للجنة الحوار بين الأديان السماوية بالأزهر الشريف، يقول أن الدين لا يعرف علمانية أوغير علمانية، وأحكامه ومبادؤه واضحة، وهذه العلمانية تتعارض مع حكمة الله لأنه خلق الخلق بتفاوت وإختلاف، وقد أثبتت العلمانية فشلها في العالم كله، وخير دليل على ذلك الأزمة الإقتصادية العالمية التي يعاني منها الغرب والعالم كله وبالتالى فإن العلمانية مرفوضة بكل أشكالها.

كيف ينظر الاخوان إلى العلمانية

الدكتور عصام العريان نائب المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين، يقول أننا لا نريد من العلمانيين أن يطلقوا تعريفات أو مصطلحات لا وجود لها، وأرى أنه لا يوجد شئ في مصر يسمى العلمانية، فمصر منذ فجر التاريخ وهي متدينة. وحتى أحدث تقرير لمعهد جالوب العالمي رغم أنني لا أثق في نتائجه يقول أن الشعب المصري أكثر شعوب العالم تدينًا، وهناك بعض المتعصبين الذين يرفضون الدين، ويتعصبون للعلمانية.

وفي ظل التاريخ المصري لا مستقبل لأي تيار يهمش الدين، وهذا التيار مصيره الفشل، وهم كمن يحرثون في البحر ولن يبعدوا الناس عن الدين بإستخدام هذا المصطلح الغربي الغامض والغير مفهوم والدين الإسلامي دين وسطي لا يدعو إلي التشدد والتعصب ولذلك نحن ضد التعصب.

الإسلام دين ودولة عقيدة وشريعة

الشيخ سيد عسكر عضو مجلس الشعب وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية سابقا، يرى أن العلمانية في أسوأ صورها هي عزل الدين عن الحياة، وفي أبسط صورها فصل الدين عن الدولة، وهذه الأفكار تتعارض مع الإسلام كدين ينظم شئون الحياة لأن الإسلام دين ودولة عقيدة وشريعة.

ولا يمكن للإنسان أن يتحرك دون عقيدة، سواء كانت هذه العقيدة صالحة أو فاسدة، والذين يقولون بأنه لا سياسة في الدين، فهذا خطأ، والدليل على ذلك أن بابا الفاتيكان وهو زعيم الكاثوليكية في العالم، والتي تقول دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله نراه يتدخل في شئون الدول، وفي لبنان البطريرك بطرس نصراالله صفير بطريرك المارون كلمته نافذة في شئون اللبنانيين، والأسقف مكاريوس كان يتزعم دولة ويحكمها في أيامه وهي قبرص، ولم يقل أحد أنه لا يمكن أن يتدخل في السياسة وإسرائيل كثير من شئونها يتحكم فيها الدين، فهم لا يفصلون الدين عن الدولة ولا عن السياسة، وهذا حقهم رغم الإختلاف معهم، لذلك فإن كل هذه التحركات لا هدف لها إلا عزل الإسلام عن الحياة لكي ينفرد الطغاة بشئون الحياة.

وتعريف الدكتور مراد وهبة يضع للدين مجال لا يمكن تجاوزه، والعقل فقط يدير كافة شئون الحياة، وكأنهم يوجدون خصومة بين الدين والعقل، وهذا غير صحيح لأن الإسلام حثنا على التفكير وإعمال العقل، لأن الإسلام واثق أنه لا تعارض بين العقل والنقل، وهم يفترضون عكس ذلك.

الغرب متقدم ماديًا ومنحط اخلاقيًا

أما فيما يخص التقدم الغربي فإنهم تقدموا ماديا فقط، ولكن في مجال الروح والأخلاق هم في الحضيض، وأخلاقهم لا تليق بالإنسان لأنه ليس كالبهائم يعيش لإشباع شهواته ورغباته فقط، والدليل على أن العقل غير قادر بمفرده على قيادة الكون، هو أن السارق الذي يريد أن يسرق منشئة أو مكان فإنه يفكر ويخطط ويدبر ثم يسرق، وذلك بإستخدام العقل، وهذا يؤكد أن العقل قد يقود إلي الشهوات والرغبات الدنيئة، وهذا لا يليق بالعقل، وبالتالى فإن الدين هو المصباح الذي يضئ الطريق للعقل ويهديه ويرشده ويصحح مساره، لأن الدين من عند الله لينظم حياة الناس وهو ليس مجرد علاقة بين الفرد وربه، والدين يحدد المجال لنفسه دون أن يحدده إنسان، لأن البشر مخلوق لا يحدد للخالق ما ينبغي وما لا ينبغي، لأن الإنسان ليس أكثر علما من الله عز وجل، وقد قال تعالى في القرآن (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون).

العلمانية كفر وشرك وإلحاد

ومن يقول أن العلمانية طاردة للتعصب وتؤدي إلي الديمقراطية فهذا غير صحيح، لأن العلمانية وقفت ضد الديمقراطية وضد حرية الإنسان في تركيا، ومنعت إمرأة إختارها الشعب نائبة من دخول البرلمان لأنها محجبة، وقد منعوها لأن العلمانية تحارب الدين ومتعصبة ضد الدين، وهم يقولون على المتدينيين بأنهم أصوليين، وهذا غير صحيح لأن الأصولية مصطلح غربي لا يعرفه الإسلام، وتعني العودة للماضي المتعصب المتشنج، ونحن لسنا كذلك. والإسلام لا يتجزأ فإما أن يؤخذ كله أو يترك كله و هم يريدون أن يترك كله وهذه دعوى إلي إتباع الهوى، وبالتالى يصبح الهوى حاكمًا لنا من دون الله، وبالتالى فالعلمانية كفر وشرك وإلحاد.

تؤكد تلك الآراء مدى تعارض العلمانية كفكر ومفهوم مع الإسلام وتعاليمه في ظل شعب متدين بالفطرة منذ القدم، وهذا ما يوضح مدى صعوبة نشر تلك الأفكار في المجتمع، وهذا مايؤكده العلمانيين أنفسهم حيث قال الدكتور مراد وهبة في المؤتمر الأخير أن العلمانية تحتاج إلي عشرات بل مئات السنين حتى تنتشر وتترسخ في أذهان الناس.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

4 comments
  1. علمانى وافتخر 20/12/2012 02:22 -

    على فكرة العلمانيه يا ريت تطبق صح

  2. هدى مهدى 03/06/2011 14:13 -

    اللهم اخزهم وانتقم منهم ولا تجعل لهم سعرا يا رب العالمين فكرههم للاسلام يقطر من افواههم ااخزاهم الله ويقولون ان العلمانية اشمل من كل الاديان حسبنا الله ونعم الوكيل وانها تحتوى كل الاديان والمذاهب وماذا يقولون فى منع فرنسا للنقاب ومن المعروف انها علمانية وماذا يقولون فى محاربة تركيا من بعد حكم اتاتورك للاسلام بكل نواحيه وقصة منعهم للنائبة المحجبة دخول البرلمان احسن شاهد وماذا يقولون فى تونس اثناء حكم زين الفاسدين وقد حارب الاسلام بكل ما اوتى من قوة

  3. لن يكون ذلك فى بلد الازهر 22/01/2011 02:59 -

    وفي عهد بن علي حرمت المحجبات من التعليم والوظائف. وقالت كثيرات منهن إن الشرطة كانت تستوقفهن في الشوارع وتنزع حجابهن وتجبرهن على التوقيع على وثائق تنبذ الحجاب. كما كان الملتحون من الرجال يلقون معاملة مشابهة. وكان معظم الرجال خارج المسجد من حليقي اللحى.
    وطبقت العلمانية بصرامة في تونس على مدى عقود. وكان الحبيب بورقيبة زعيم الاستقلال والرئيس الاسبق لفترة طويلة من دعاة القومية الذين اعتبروا الاسلام تهديدا للدولة ووصف الحجاب يوما بالخرقة البغيضة.
    حماكى الله يامصر
    ا

أضف تعليقاً