صحفي في زي المنقبات | مواقع انترنت تهاجم تجربة صحفي في زي المنقبات

منقبات مصريات

منقبات مصريات

مصريات

محـمــود صــلاح

هـكــــذا عرفــت الله‮.. ‬وهـكــــذا كان إسلامـــي‮ !‬

ولدت على شاطيء النيل في حي‮ »‬فم الخليج‮« ‬بمصر القديمة‮. ‬وذات يوم وأنا طفل صغير‮. ‬سحبني جدي معه الي جامع‮ »‬سيدي الأنصاري‮« ‬القريب‮.‬
لا أعرف لماذا عندما دخلت الجامع لأول مرة‮. ‬امتلأ صدري الصغير بمشاعر الارتياح والخشوع‮. ‬لم أكن أعرف الصلاة‮. ‬كنت أقف الي جوار جدي العجوز‮. ‬أضع يدي على صدري كما يفعل أركع عندما يركع‮. ‬وأسجد عندما‮ ‬يسجد‮. ‬واذا طال سجود المصلين‮. ‬كنت أرفع رأسي وأنا ساجد‮. ‬أتأمل المصلين وأركان المسجد،‮ ‬ما كنت حتي أحفظ الفاتحة‮. ‬لكني كنت أهمهم بشفتي‮. ‬كما يفعل جدي‮.‬
هكذا عرفت المسجد،‮ ‬قبل أن أعرف أنني مسلم‮!‬
وما هي إلا سنة والثانية ودخلت المدرسة الابتدائي‮. ‬في حصة الدين عرفت انني مسلم‮. ‬وفي المدرسة تعلمت الوضوء والصلاة،‮ ‬وفي حصة الدين عرفت القرآن الكريم،‮ ‬وسيرة النبي صلي الله عليه وسلم،‮ ‬وقصص القرآن والاسلام والأنبياء‮.‬
وفي المدرسة الثانوية عشقت حكايات الصحابة والمسلمين الأوائل‮. ‬وعشت أياما وليالي على سجاد جامع‮ »‬السيدة زينب‮« ‬أصلي وأذاكر‮. ‬ويخفق قلبي بالخشوع‮. ‬وأنا أتابع العصافير تحلق عاليا تحت‮ ‬سقف‮ »‬أم هاشم‮«.‬
لم أكن أغادر البيت في الصباح دون أن أصلي‮ »‬صلاة الصبح‮«‬،‮ ‬ولم تفتني اسبوعا‮ »‬صلاة الجمعة‮«‬،‮ ‬التي كنت أراها نوعا من الحج الصغير‮!‬
وفي سنة ‮١٨٩١ ‬ناداني سيدي رسول الله،‮ ‬وأكرمني ربي بالحج،‮ ‬وكاد قلبي أن يطير من صدري،‮ ‬عندما وقعت عيناي لأول مرة على بيت الله الكعبة الشريفة‮.‬
وكبشر ارتكبت في حياتي ذنوبا كثيرة،‮ ‬ذنوبا كبيرة وصغيرة،‮ ‬لكني أبدا لم أسع لايذاء أحد من الناس‮. ‬واجتهدت قدر جهدي أن أفعل الخير.ولهث لساني دائما أطلب الاستغفار والرحمة من ربي‮.‬
وفي المقابل عرفت الله في‮ ‬أيام المحن والصعاب وشعرت بيد الله تقف معي وأنا جريح،‮ ‬وتحنو على ضعفي وأنا مظلوم‮.‬
وحاولت أن أجعل ديني اسلوبا لحياتي‮. ‬وعلمني شيخي وأستاذي الداعية الجميل فضيلة الشيخ متولي الشعراوي‮. ‬كيف‮ ‬أتواضع بحق‮. ‬وكيف أفتح عقلي وروحي،‮ ‬النوافذ المطلة على الاسلام،‮ ‬ونور الله‮!‬
وقبل أعوام قليلة وعندما انفجرت أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم في الدانمارك واشتعلت الكرة الأرضية باحتجاجات وتظاهرات ملايين المسلمين في أنحاء العالم‮.‬
شعرت بالغيرة‮ ‬والغضب للتطاول المسيء على شخص وهيبة ومكانة الرسول أفضل الخلق‮. ‬ووجدت نفسي أطير الي كوبنهاجن‮. ‬محاولا كشف حقيقة الأزمة‮.‬
والتقيت في عاصمة الدنمارك بالشيوخ الأفاضل أعضاء‮ »‬اللجنة الدولية لمناصرة خير البرية‮«. ‬الذين هبوا للدفاع عن الرسول صلي الله عليه وسلم‮. ‬وحاورت الوزراء والمسئولين الكبار في الحكومة الدانماركية‮.‬
وشعرت أنني لابد أن أشارك‮. ‬وأن أقدم شيئا من أجل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم‮.‬
وعدت من الدانمارك لأقدم كتابا بعنوان‮ »‬قضية النبي‮« ‬صلي الله عليه وسلم،‮ ‬يتضمن كل أسرار وتفاصيل الاساءة للنبي الكريم‮.‬
هكذا كان إسلامي‮!‬
سلوكا يوميا في التعامل مع الناس بالخير والصدق‮ ‬،مساهمة دائمة وصادقة في الدفاع عن الإسلام ورسول الاسلام‮.‬
‮>>>‬
لكن الصحافة والأيام علمتني أشياءً‮ ‬أخري‮!‬
كتبت يوما في‮ »‬أخبار اليوم‮« ‬قصة زوجة طبيب طنطا‮. ‬التي أقامت علاقة عاطفية مع شاب من عمرها‮. ‬واتفق الاثنان على أن يتنكر الشاب في زي منقبة‮. ‬ليستطيع زيارتها في بيت الزوجية‮. ‬بعد أن أقنعت زوجها انها تعرفت على فتاة منقبة وكان يترك البيت أدبا،‮ ‬كلما زارتها صديقتها المنقبة،‮ ‬حتي كشف الله جرمهما المستور‮!‬
وفوجئت بعد نشر هذه القصة برسالة تهديد بالقتل على مكتبي‮. ‬اتهمني فيها المتطرفون بأنني‮ »‬عدو الاسلام‮«‬،‮ ‬وأن قطع يدي بل ورقبتي من أسهل ما يكون‮!‬
وبعد الجدل الدائر منذ أسابيع حول النقاب،‮ ‬وبعد أن فوجيء وزير التعليم العالي‮ ‬ببعض الطالبات المنقبات يحاصرنه معترضات على كشف وجههن لأمن مدينة الطالبات‮.‬
وبعد التطاول على فضيلة شيخ الأزهر الذي قال رأيه في النقاب‮. ‬وبعد أن لاحظت أن النقاب كان وسيلة لارتكاب جرائم وأشياء ممنوعة في عدد من الحوادث‮. ‬تنشرها الصحف كل يوم‮.‬
بعد كل ذلك فكرت في محاولة الاجابة عن سؤال مهم‮.‬
‮> ‬وهو‮: ‬هل يستطيع أي رجل التخفي في زي المنقبات دون أن يكشفه أحد بسهولة‮!‬
قررت أن أجري تجربة صحفية للوصول الي هذه الاجابة‮. ‬وتخفيت في زي منقبة،‮ ‬وركبت سيارتي‮. ‬وتمشيت في الشوارع بين الناس‮. ‬وعلى أبواب جامعة القاهرة‮. ‬ثلاث ساعات كاملة وأكثر‮. ‬دون أن يكتشف أحد من الرجال أو النساء في الشوارع أو الجامعة‮.. ‬انني رجل في زي منقبة‮!‬
ونشرت‮ »‬التجربة الصحفية‮« ‬التي أحدثت ضجة بين مؤيدين ومعارضين للنقاب‮. ‬وكنت أعلم تماما أن هناك من يؤيدون النقاب‮. ‬بل وأعرف أن عددا من الفتيات والسيدات الفضليات يرتدين النقاب عن قناعة شخصية،‮ ‬وأنهن لسن متطرفات في آرائهن الدينية‮.‬
لكن أبدا لم أتصور أن أجد هجوما بذيئا على شخصي الضعيف على الانترنت‮. ‬وهو هجوم لا أعتقد أن أصحابه مسلمون حقيقيون‮. ‬ذلك انهم استخدموا ألفاظا وعبارات خادشة‮. ‬ينهي عن استخدامها الاسلام ولا يجرؤ مسلم حقيقي على اطلاقها على أي مسلم آخر؟
‮> ‬قالوا‮.. ‬انني كافر‮!‬
‮> ‬وقالوا‮.. ‬انني ساقط‮!‬
‮> ‬وقالوا‮.. ‬انني رقيع‮!‬
‮> ‬وقالوا‮.. ‬انني‮ »‬مخنث‮«!‬
هكذا قال الذين يدعون انهم أكثر اسلاما من بقية المسلمين‮!‬
بل وبلغت الصفاقة انهم نشروا رسالة على الانترنت‮. ‬يطلبون فيها من ملايين المسلمين‮. ‬أن يفتشوا على أية فضائح شخصية تخصني‮. ‬وقالوا انهم سينشرون هذه الفضائح بالكلمة والصورة من أجل فضيحتي‮!‬
هكذا قضية الذين يزعمون أنهم أكثر اسلاما من الجميع‮!‬
وماذا يمكن أن يقال على مثل هذا الأسلوب البذئ؟‮!‬
أليس ذلك هو الفكر المتطرف؟‮!‬
أليس هذا هو الإرهاب نفسه؟‮!‬
أليس هؤلاء هم أكثر الناس إساءة الى الاسلام الحقيقي السمح؟‮!‬
وفي النهاية فإن هذه ليست معركة بين صحفي يعلم الله وحده حقيقة اسلامه‮. ‬وبين بعض الجهلاء والمتطرفين والمدفوعين‮.‬
انها في الحقيقة معركة بين الظلام والنور‮.‬
معركة بين الباطل والحق‮.‬
معركة بين الشر والخير‮.‬
‮> ‬وليرحمنا الله‮!‬

اخبار ومواضيع ذات صلة:

2 comments
  1. جمال محمود علوان 01/11/2009 03:16 -

    انا كنت متصور ان تجربتك حتكون مع وحد ه منقبه لتثبت مالا يمكن اثباته من ان النقبات غير ملتزمات وان كانو غير معصومات وحقيقي لا استطيع ان املك نفسي في ان اقول انك انسان غير سوي ولا يسيره غير العند والتس

  2. عصام الدين 31/10/2009 20:39 -

    الأستاذ محمود صلاح

    ارتداؤك النقاب وتجولك في الشوارع بدون أن يعرفك أحد هو حجة عليك وليست لك
    أولا لأن الشارع المصري لايبحلق في المنقبات مثلما يبحلق في المتبرجات ثانيا لوأنك كنت ذكيا قليلا لقمت بعمل سبق صحفي ودخلت مثلا مسجد وصعدت إلى مصلى النساء وجلست وسطهن وحضرت درس للنساء طبعا لن تجرؤ على فعل ذلك لأنك ستكتشف من أول ماستجلس ثالثا كنت قم بتجربة مثيرة مع النساء دون أن يكتشفنك لتثبت صدق نظريتك محاولتك لأن تقنعنا أن النقاب هو وسيلة لارتكاب الجرائم هو خطأ جسيم حتى ولو كان يحدث فهو مازال في حدود ضيقة جدا لاتسوغ أن نلغي حرية المراة في ارتداء النقاب أخيرا سيرتك الذاتية التي صدرت بها المقال والتي تنبئنا عن إيمان عميق هي مجرد علاقة بينك وبين الله لانشكك فيها ولكن لابمكن أن يكون هذه السيرة مسوغ لأن ترتكب هذه الحماقة الصبيانية.

أضف تعليقاً