لعنة الكاتب

وحيد حامد

وحيد حامد

مصريات

عمر طاهر

بموضوعية شديدة الكاتب هو العتصر الاهم على الاطلاق في صناعة الفن بكل انواعه ، فالممثل مهما كان موهوبا مام يكن الى جواره كاتب يمنحه افكارا ليقدمها سوف يصبح مجرد بلياتشو لا يملك سوى أن يلطخ وجهه بالمساحيق (عشان يأكل عيش) ، والمطرب ما لم يمده الشاعر بكلمات بها معنى سيصبح مثل زنة مولد الكهرباء ، حتى رئيس الجمهورية مالم يكن إلى جواره كاتب ينظم له أفكاره ويصيغ خطبه سيتحول إلى قذافي جديد .
النجوم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ولا حاجة بدون الكاتب (لكن الكاتب حاجة كبيرة من غير أي حد ) وهذا ما يجعل بعض النجوم يشعرون بغيرة خفية من الكتاب ويتحدثون عنهم بتعال شديد ويلخصونهم في كلمة هزيلة ( الورق ) ، يظلون يصرخون مش لاقيين ورق ومفيش ورق ، ولكن المشكلة الحقيقية انهم لا يجيدون قراءة الورق ويبحثون عن ورق عنب او ورق بفرة على أقصى تقدير وفقا لثقافة معظمهم المحدودة .
أندهش إذ يشكون قلة الورق وينكلون بالورق الجيد الذي يعرض عليهم ، فقد سمعت شهادات معظم الكتاب الموهوبين عن سيناريوهات أفلامهم التي عبث بها البطل والمخرج والمنتج ليصبح السيناريست المحظوظ هو الذي يرى على الشاشة بالكثير 70% مما كتبه أما الباقي فهي وجهات نظر تبحث عن تلميع النجم وتغطية نقاط ضعفه وتقليل مصاريف الانتاج وعلاج نفسنة المشاركين في العمل على بعضهم ومحاولة من المخرج لإثبات وجوده ، وليث النظرية تقف عند هذا الحد بل تستمر بعض ظهور العمل فإذا فشل يلقي معظمهم باللوم على الورق وإذا نجح يطمح معظمهم في زيادة مساحة النجاح التي حصدوها بأن يسرقوا الجزء الذي يخص الكاتب فتسمع منهم حكايات عن  التعديلات والحوارات التي تم ارتجالها والتفاصيل التي اضافها كل نجم إلى الشخصية التي قدمها دون أن يخشى احدهم أن يقع فريسة لعنة الكاتب.

يوسف معاطي

يوسف معاطي

وللجهلة الذين لم يسمعوا عن لعنة الكاتب أحب أن أقول لهم إن لعنة الكاتب قاتلة لأن الكتاب هم الذين يصنعون النجوم ويكتبون التاريخ وأي كاتب يستطيع أن يلخص أهم شخص في الكون في مشهدين ، وأن يقضي على أي شخص بإفيه أو جملة في مقال ، وأن يضع من يستحق في المقدمة بمنحه خلاصة الافكار والتجارب والثقافة … لعنة الكاتب قاتلة لأن مصداية الكاتب بألف ممثل ومطرب ، فالكتاب هم الأشرف في هذه المهنة فهم غير مضطرين بعد زمن أن يقدموا مسرحيات ترالملم ليأكلوا عيشاً ولا لأن يحملوا نجمة في الستين فوق أكتافهم حتى يضحكوا الناس ولا لأن يرتدوا كاركتر امرأة بحثا عن الافيه .
في البدء كانت الكلمة وكان أول أمر إلهي هو اقرأ، بما يعني ضمنيا وجود كتابة سابقة على الامر ، حتى ( عدة الشغل ) الوحيدة التي كرمها القرآن كانت القلم ولا شئ غيره ، والعلاقة بين فريق العمل الفني كله وبين الكاتب تشبه المرجيحة ، الميزان ، إذا جلس الكاتب واستقر على إحدى كتفيها ارتفع في المقابل فريق العمل إلى أعلى أما إذا شعر الكاتب بعدم الراحة أو عدمالرضا فكل ما سيفعله هو أن يترك المرجيحة ويراقب فريق العمل كله وهو يهوي إلى سابع أرض .. المسألة مجرد وقت.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً