مذيعة مصرية تستضيف سحاقيتان في برنامجها وتهاجمهم

ريهام سعيد

ريهام سعيد

مصريات

ريهام سعيد ممثلة ومذيعة في جذب الانتباه إليها، من خلال عدد من البرامج اخرها والاكثر شعبية هو  برنامج صبايا، الذي تقدمه على قناة المحور المصرية، وقد  نجحت كذلك في اثارة نوع من الجدل وذلك باستضافتها بنات من المفترض أنهما حالتان تعبران عن السحاق أوالمثلية الجنسية لدى النساء، وبقدر ما استطاعت هذه الحلقة أن تحقق نجاحا في أوساط محددة من الجماهير، الذين ينبهرون بمثل هذه الموضوعات ويعتبرونها تحمل قدرا من الجرأة غير معهود في الفضائيات العربية، بقدر ما أثارت حفيظة شريحة أخرى من المشاهدين، الذين يرفضون طرح هذه الظواهر الشاذة في الإعلام العربي، ويعتبرون الهدف منها إحداث ضجة أوكسب قدر من الشهرة أو تشويه المجتمعات العربية عموما والمصرية خصوصا، بإظهارها مليئة بمثل هذه الظواهر الشاذة والمنبوذة اجتماعيا.

ويبدو أن رد الفعل الأول والثاني كان في حسبان المذيعة قبل أن تبدأ الحلقة، فقد تعاملت مع الفتاتين بكل هدوء وأريحية وبابتسامة عريضة ممتزجة بحزن مكتوم، لتبدو كأنها محايدة تماما وتعرض الظاهرة دون تدخل منها، وبالتالي تكون أدت رسالتها الإعلامية على أكمل وجه. وهذا ماحصل، ونجحت في إدارة الحلقة بكل ما فيها من حساسية دون اتخاذ موقف سواء سلبا أو إيجابا من ضيوف الحلقة. لكن بعد انتهاء الحلقة وانصراف الضيوف، بدا الجانب الآخر من شخصية مقدمة البرنامج يطفو على السطح، ويظهر للمشاهدين، من خلال وصلة من التأفف والاشمئزاز أعلنت خلالها رفضها وتقززها من هذه النماذج، ووصل بها الانفعال ـ وهي إلى جانب كونها مذيعة فهى ممثلة أيضا ـ لدرجة القول بأنها كانت تريد أن تقتلهما ثم راحت تتباهى ببعض التفاصيل مثل إصرارها على أن تخلع الفتاتان الحجاب الذي كانتا ترتديانه لأنهما تسيئان للإسلام، والغريب أنها رغم هذا الإصرار البطولي على إظهار الفتاتين غير محجبتين حتى لا تسيئان للإسلام، كانت المذيعة حريصة أيضا على إظهار ديانتهما بسرد هذا العمل البطولي وإجبارهما على الخروج دون الحجاب أو “الطرحة”، رغم حرصها السابق على إخفاء ملامحهما و أسمائهما؟

تضمنت الحلقة بشقيها، الحواري والشخصي، وجهة نظر للمذيعة، ربما قصدت منها أكثر من هدف أوضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول إعلان ” تغصبها” على الحلقة، أو تبرؤها من استضافة الفتاتين وأنها اضطرت إلى ذلك بدافع البحث عن قضية شائكة ومثيرة إعلاميا، ومناقشة ظواهر حية موجودة في المجتمع وكانت تحت الرماد، والثاني ترضية شريحة المشاهدين الذين تبنوا نفس مشاعر التقزز أثناء مشاهدة الحوار مع الفتاتين، وكأنها لا تدري أنها بهذه الطريقة تخسر الشريحة الأولى التي كسبتها بالحياد وبأداء عملها الإعلامي دون إقحام أفكارها أو رؤيتها الشخصية في العمل.

الموقفان المتناقضان اللذان اتخذتهما المذيعة يصبان في اتجاه مرض نفسي معروف بالشيزوفرينيا أوالانقسام على الذات، وكأنها في حرب داخلية مع نفسها، الجبهة الأولى تتمثل في أدوات عملها، والثانية في شخصيتها وأفكارها الخاصة، هذا المرض تتفاوت خطورته من شخص لآخر، فأحيانا ما يتجسد في مواقف بسيطة وقليلة تتناقض مع بعضها البعض لأداء مصلحة أو إنجاز عمل أو التخلص من ورطة، وأحيانا ما تتصاعد حدته لتصل إلى درجة أن يعيش الشخص الواحد حياتين منفصلتين ومتوازيتين دون أن يدري، وبالطبع حالة مقدمة البرامج هنا تدخل ضمن إطار الحالة الأولى، وهى ليست حالة مرضية بالأساس بقدر ما يمكن أن تحيل إلى دلائل أخرى على الشخصية، خاصة إذا كانت هذه الشخصية تعمل في الإعلام ومن المفترض أن تكون مصداقيتها أحد أعمدة عملها، من هنا تأتي الخطورة، فإذا فقد الإعلامي المصداقة، وبان أنه منحاز أو محايد في قضية ثم أظهر عكس ذلك بالانحياز ضد أوعدم الحياد لا شك سيفقد مصداقيته، ويتحول الهدف الأساسي الذي لجأ إلى التناقض مع نفسه من أجله، وهو كسب تعاطف الجميع، كل الشرائح التي تابعت القضية، سيتحول إلى سلاح ضده وسيخسر الجميع.

هذا ببساطة ما يمكن أن يحدث أو ربما ما يكون حدث بالفعل، نتيجة عدم إدراك المذيعة خطورة الورقة، التي استخدمتها أثناء تناولها القضية، وفقا للمبدأ المعروف “من يريد أن يكسب كل شيء لن يكسب شيئا”، ومن ثم كان الأفضل أن تنحاز لوجهة نظر واحدة أو ورقة واحدة في تناول القضية، إما الحياد التام وهو قمة النضج في العمل الإعلامي، أوالانحياز التام سواء ضد أو مع، وكلاهما دليل سذاجة يمكن أن تختفي تدريجيا مع اكتساب قدر أكبر من الخبرة، وغير ذلك يتنافى مع القواعد الإعلامية السليمة فضلا عن أنه يجعل صاحب هذا الفعل موضع شك.

الجزئية الأخرى، التي لم تنتبه إليها المذيعة، هى فكرة المصداقية بشكل عام، فمن شاهد هذه الحلقة من البرنامج أو حتى سمع عنها، لابد أن يأخذ منها موقفا عدائيا، لأنها أظهرت عكس ما تخفي، والأمر سيان لدى الشريحتين اللتين سعت لإرضائهما، وإن كانت بررت ذلك بشكل ما إلا أنها لم تقدم ضمانات لعدم تكرار ذلك، فمن غير المستبعد أن يكون هذا الأسلوب هو منهجها الثابت في التعامل مع كافة الحالات التالية، ومن ثم لن يطمئن لها أحد سواء من الضيوف أوالحالات أوحتى المشاهدين الذين اعتبروها تلاعبت بهم ولم تحترم عقولهم، وهو أيضا ما يشكك في مصداقية البرنامج ككل، فما الضمان على أن هاتين الحالتين غير “مفبركتين”، أومأجورتين بغرض تحقيق خبطة إعلامية بهما؟

وبصرف النظر عن كون الحالتين حقيقتين وفق أي ضمانات تمت الإشارة إليها مثل أخذ تعهدات على الفتاتين أوما إلى ذلك، أو كانتا غير حقيقيتين، فالمشكلة الأساسية تتمثل في مصداقية المذيعة نفسها وإمكانية أن تنجح في جذب الجماهير بعد أن غيرت موقفها وشنت هجوما كاسحا على الفتاتين اللتين كانتا قبل انصرافهما من الاستوديو تتحدثان بكل حسن نية وطمأنينة دون أي شعور بالخدعة المقبلة.

إن هجوم المذيعة بهذا الشكل على الفتاتين بعد أن استقبلتهما وحققت بهما مصلحة الاشتهار والخبطة الصحافية، لايعني إلا عدم ثقة بالنفس، ذلك الذي دفعها للهجوم عليهما في فائدة مزدوجة، فمن جهة تتخلص هي من “العار” الذي سيلحقها باستضافة شاذتين وتثبت للمشاهدين “رفضها” لمثل هذه الظاهرة، ومن جهة أخرى تحصد شهرة السكوب الصحافي، في سابقة لم يشهدها إعلامٌ رديء في أي مكان في الدنيا.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

5 comments
  1. فاطوة الزهرء 01/11/2009 17:13 -

    انا لاارى ان اي كلمة مما تقوله صحيحة لان الاعلامية ريهام سعيد في برنامج صبايا عرضت الموضوع بشكل صريحة وكدا اعطت مجموعة من النصائح وانا ارى ان الحلقة ممتازة وموضوع يجب ان نوعي به اولادنا .وانا شخصيا احب كتييييييرا برنامج صبايا واحب ريهام في صراحتها ومحاولاتها لاصلاح الناس واتمنى لها التوفيق والنجاح اكثر واكتر

  2. مفقوع 03/08/2009 19:29 -

    الغرض غير شريف – حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. مفقوع 03/08/2009 19:29 -

    اشك في صدق نواياها – موضوع قتل بحثا – فلماذا الاصرار على فتحه مرات و مرات

    – الا اذا كان الغر

  4. واللة صار هالموضوع وكأنا عم نحكي بالحياة اليومية أفضل أن يكون الموضوع سري وبلا فضايح

  5. احمد باشا جودة شوشة 27/07/2009 21:56 -

    بصراحة الموضوع جامد

أضف تعليقاً