جمال مبارك .. لِمََ لا؟

جمال مبارك

جمال مبارك

أحمد الجار الله

ماذا يمنع جمال مبارك من الترشح لرئاسة الجمهورية في مصر؟ وهل يعتبر ترشح نجل الرئيس وراثة للمنصب؟

تأخذ هذه القضية حيزا واسعا من النقاش في وسائل الاعلام المصرية من دون النظر الى جوهر معنى الترشيح والانتخاب في الدول الديمقراطية, ومن دون الفصل بين حقوق المواطن وحقوق الابن, فهل ابن المسؤول ممنوع عليه ممارسة حقوقه الدستورية كاملة كأي مواطن آخر?

إن دساتير الدول الديمقراطية ذات الحكم الجمهوري لا تفصل بين المواطن العادي ونجل الرئيس, فكلاهما عليه واجبات وله حقوق ولا يكون ابن الرئيس او المسؤول منقوص الحقوق, بل بالعكس فهو يكون اكثر مسؤولية من غيره بحكم منصب والده.

تتحكم في السياسة العربية مجموعة من القواعد التي لا علاقة لها بالمنطق, ففي حين يكون التوريث في دولة جمهورية الحكم علنيا ويتم عبر طرق شبه احتيالية على القانون و يعدل الدستور في ساعات ليصبح المنصب على مقاس الوريث,نجد دولة اخرى يحاول بعض الطامعين بالمنصب قطع الطريق على غيرهم في ممارسة حقهم الدستوري, وهذا من المفارقات العربية الكثيرة التي بات من البديهي ان تتغير فلا يمنع المواطن من ممارسة حقه ولا يعدل الدستور ليصبح اداة في ترسيخ توريث الجمهورية, وحتى اللحظة لم نسمع ان في مصر نية لتعديل الدستور لتوريث جمال مبارك كما حدث في بعض الدول العربية.

كلما سئل الرئيس المصري قال: “لم أناقش هذا الامر مع ابني ابدا”, وقبل ايام قال رئيس الوزراء المصري احمد نظيف ان الحزب الوطني الحاكم لن يسمي مرشحه للرئاسة في مؤتمره العام الذي يعقد آواخر الشهر الجاري, وهذا يثبت عدم وجود إشارات واضحة بشأن نية توريث جمال مبارك الرئاسة, فيما تكثر الانتقادات من اصحاب المشاريع الخاصة والطامحين الى الرئاسة وكأنهم يحاولون قطع الطريق على الرجل ممارسة حقوقه الدستورية, وهذا نوع من الارهاب المعنوي الذي يخالف ابسط القواعد الدستورية.

جمال مبارك من الجيل الشاب ويتولى منصب الامين العام المساعد, امين لجنة السياسات في الحزب الوطني, وهي مسؤوليات سياسية مهمة اثبت جدارته بها, كما نجح ايضا في مشروعه الاقتصادي, وهو بحكم قربه من الرئيس مبارك مطلع على خفايا السياسة المصرية, و بالتالي يكون اقدر على متابعة هذه الملفات اكثر من غيره,وهو ايضا من جيل مدرسة الاستقرار التي ارساها الرئيس مبارك في مسيرته الطويلة وتجربته المميزة في الحكم, وكل هذا يؤهله ليكون من المرشحين المتميزين الى المنصب الاكثر حساسية, ليس في مصر وحدها, بل في العالم العربي لما لمصر من مركز ثقل في هذا العالم.

لقد تميز عهد الرئيس حسني مبارك بالاستقرار ولو كان اصحاب الحناجر الزاعقة يمثلون الغالبية في السياسة المصرية لما استقرت الحال الامنية والاقتصادية طوال هذه السنوات, ولكانت مصر شهدت ما شهدته بعض الدول من عدم استقرار, ولذلك فمن الخطأ ان يحرم جمال من ممارسة دوره السياسي الطبيعي, كمواطن تحت شعار عدم التوريث.

وفي هذا السياق أليس من الاجدر التذكير بالتجربة السنغافورية,فها هو الرئيس لي شيين لونك نجل باني سنغافورة الحديثة لي كوان يو رئيس لوزراء سنغافورة, كما ان جورج بوش الابن انتخب رئيسا للجمهورية في الولايات المتحدة الاميركية بعد ولايتين على انتهاء رئاسة والده? فلماذا لم تقلب الدنيا رأسا على عقب عندما انتخب؟
نتوقع إذا ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية أن تخرس النتائج الاصوات النشاز التي تغني على ليلاها الرئاسية وليس لمصلحة مصر واستقرارها وازدهارها.

* نقلاً عن جريدة  السياسة الكويتية

اخبار ومواضيع ذات صلة:

2 comments
  1. محاسن محسن 06/04/2010 17:25 -

    انا رايى اكثر واحد يصلح للرئاسة هو جمال مبارك لاننا فى حاجة للشباب وانه ايضا واحد فاهم ولما لا ماهو الغلط لانه ابن السيد الرئيس وانا اظن ان اللى بيجعجع ويقول لا للتوريث غلطان لان جمال مبارك مواطن مصرى والولد لابوه يعنى عنده الحكمه والهدوء انظروا للدول العربية المجاورة غيروا الدستور لكى يناسب رئيسهم انا اؤيد جمال مبارك جداجدا

أضف تعليقاً