الديكتاتور البامبوزي

خالد سرحان

خالد سرحان

الديكتاتور البامبوزي

مصريات
هل علينا موسم مضروب.. مليء برديف وبقايا فضلات الصيف.. الشبيهة بمسلسلات رمضان.. لا أعرف هل هي نصاحة وفتاكة من السينمائيين لالقاء الأفلام الصغيرة في هذا الاتون الذي اصيب فيه المشاهدون بتخمة المسلسلات.. أم ان الأفلام الكبيرة غير جاهزة فعلا بسبب لخبطة وتداخل المواسم في بعضها البعض؟!
وفيلم “الديكتاتور” للمخرج إيهاب لمعي جاء كأحد الأعمال الشابة الطامحة لنيل حظوة أفلام الأعياد التي كان لها شنة ورنة في الماضي. فأصبحت بلا طنين ولا عجين.. ومن ثم فقد موسم العيد السينمائي بهجته القديمة التي كان يتصارع عليها الفنانون والفنانات لحجز أكبر عدد من دور العرض لاستعراض أعمالهم.. ولكن شتان الفرق بين أعمال وأعمال. بل وبين عصر وعصر!!
أما فيلم الديكتاتور فيمتاز بين هذه الأعمال الوبال بأنه صاحب فكرة ملفتة للنظر. حتى وان كانت ليست جديدة.. الغريب فيها أن مؤلفها هو بطل الفيلم خالد سرحان الذي يخوض تجربة التصعيد للأدوار الأولى لأول مرة في سباق الطموح الذي ينتاب كل شباب التمثيل هذه الأيام.. وقد يكون لهم بعض الحق. ولكن تظل المشكلة في من يتلاءم مع الأدوار الأولى . ومن يظل نجماً في أدواره الثانية.. ويظلم نفسه ويظلمنا إذا ما غامر وابتعد عنها للمقدمة؟!

إننا نعيش مع الأحداث في دولة وهمية من دول العالم الثالث تدعي “بامبوزيا”. وهذا هو اسم الفيلم الأصلي. ثم تغير بلا مناسبة الى الديكتاتور تأثراً بعادل إمام في “الزعيم” وبصبحي في “تخاريف” مع ان كل شيء يتغير وما كان يصلح لأحد ليس بالضرورة يصلح لغيره. فلكل جيل قضاياه ومشاكله الخاصة.. فليس ديكتاتور الماضي يمكن ان يتواجد بنفس المواصفات في الألفية الجديدة وبعد ما جري في أمور العالم والعولمة.. فقد باتت قضايا الحرية والديمقراطية أعقد بكثير مما قدمه الفيلم بهذه البساطة. والممثلة في شخص الديكتاتور “حسن حسني” الذي يحكم شعبه بالقهر والاستبداد. ويطلق العنان لولديه التوأم “خالد سرحان في الدورين معاً”. أحدهما “حكيم” المحب للجاه والسلطة والذي يظل بجانب والده حتى النهاية. والثاني “عزيز” المحب للمال والنسوان. والذي يهجر والده وشقيقه ويجيء الى مصر ليستمتع بملذاته!!

يحدث انقلاب مفاجيء في بامبوزيا. ويقبض الديكتاتور وابنه. وأثناء إعدامه مثل صدام حسين يقوم واحد من أفراد الشعب “ضياء المرغني” بإثارة زوبعة بقنبلة وهمية وخطفهما فيفرحان اعتقاداً منهما انه سيحررهما. ولكنه يقوم بتعذيبهما على مهل لما اقترفاه من ذنوب في حق الشعب “وهو أهم مشاهد الفيلم”. ويظل الحال هكذا حتى تقوم جماعة الديكتاتور بتحريره وإعادته للحكم! في نفس الوقت كانت تقف مدرسة تاريخ مصرية “مايا نصري” بشجاعة ضد فساد ابنه الآخر. وتلقنه درساً موجعاً. وبعد ان يقرر الزواج منها يعود مع عودة أبيه الى الحكم!!

السيناريو الذي كتبه ميشيل نبيل كان يحتاج الى تركيز أكثر كما كان بحاجة الى ملئه بالمواقف الكوميدية الحقيقية خاصة وان الموضوع سياسي كوميدي ساخر مفترض فيه أنه يتحدث عن مشاكل العالم الثالث من أول لقمة العيش وحتى الديمقراطية. ولكنها غابت في الهوس الجنسي الذي ينتاب الابن المبعد في مصر.. كما ترهل الايقاع في أكثر من موقف يسأل عنه المخرج بالتأكيد.. ومع ذلك حاول الممثلون تغيير جلدهم خاصة حسن حسني ومايا نصري وخالد سرحان الذي كان ملائماً في الشخصية الأولى أكثر “الديكتاتور الصغير” ولكن يبدو أن الثانية كانت الأكثر إغراء “زير نساء”!!

عندما قدم شارلي شابلن “الديكتاتور العظيم” كان واضحاً في هجومه على ألمانيا مبكراً “عام 1940”. وهذه هي إرهاصة الفن المبدعة.. أما القول الهلامي في الفضاء الوهمي فلا معني له سوى السخرية من المحاكاة الساخرة نفسها.. يا أخي ان قلت ما تخافشي.. وإن خفت ما تقولشي!

اعلان فيلم الدكتاتور – بامبوزيا – حسن حسني – خالد سرحان – مايا نصري

http://www.youtube.com/watch?v=lhRBJUs0MWM

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً