جلسة علاج نفسي للمشجعين الجزائريين بعد احداث مباراة مصر والجزائر

توابع اعتداء الجزائريين على المصريين و احداث مباراة مصر والجزائر في السودان

جلسة علاج نفسي للمشجعين الجزائريين بعد احداث مباراة مصر والجزائر

مصريات

بعد احداث مباراة مصر والجزائر التي أعقبت المباراة الفاصلة في السودان وأعمال الشغب و عنف الجزائريين ومحاولتهم التعدي على المشجعين المصريين بالإضافة الى غضب الشعب المصري بعد هذه الاعتداءات التي اعتبروها إهانة لكرامة المصريين وخرجت الأصوات تنادي بقطع كل الصلات والعلاقات مع الجزائر وضرورة اتخاذ موقف حازم وصارم حتى لا يتكرر ذلك من أي جهة أو دولة أخرى.

فهذه آراء ووجهات نظر أساتذة وخبراء علماء النفس والاجتماع حول أسباب ما حدث وكيفية السيطرة على الأوضاع القائمة وتوجيهها نحو تحقيق أهداف إيجابية ونبذ فكرة التعصب والتخريب مهما كان شكلها.
الدكتورة زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة قالت إن الدراسات العلمية والاجتماعية التي أجريت على الشعب الجزائري تؤكد أنه يتسم بالحدة الزائدة والعصبية الشديدة وقد حدثت أشياء كثيرة في الماضي تؤكد ذلك منها مقتل الآلاف من الجزائريين في الانتخابات المحلية والرئاسية عام 1989 وقالت إنه لابد من تحديد ما إذا كان هؤلاء المشاغبون الذين قاموا بأعمال العنف يعبرون عن الرأي العام السائد في الجزائر أم لا؟.

وأشارت الى أن ما يفعله المصريين حاليا من غضب شديد سببه الشحن الزائد قبل المباراة وضياع حلم وأمل كان لهم بمثابة نقطة الفرح الوحيدة في حياتهم مضيفة أنه من خلال متابعتها لكل الأحداث والمعلومات التي حصلت عليها تصل نسبة خطأ الجزائريين الى 85% في حين لا تتجاوز نسبة المصريين 15% من الخطأ.

وحول ما إذا كانت هذه الأحداث ستؤثر على مجتمعنا وشخصية الشعب المصري قالت إن هذا شيء من المستحيل وهذه ليست أول أزمة أو محنة تمر بها مصر ولكنها أمور مرحلية ستنتهي مع الوقت ولكنها أكدت أنها ستؤثر بشكل كبير على علاقة المصري بشقيقه الجزائري بشكل عام.

وعن إمكانية الاستفادة من ذلك قالت إن التفافنا حول موضوع محدد شيء إيجابي ويمكن استغلاله لتحقيق أشياء إيجابية وذلك عن طريق أن تضع الحكومة شيئا وموضوعا محددا أمام الناس مستغلة حالة التلاحم التي نعيشها.

ودافعت عن موقف الإعلام المصري وقالت إن موقفه كان طبيعيا في الدفاع عن بلده ووطنيته أما الإعلام الجزائري فخدع شعبه وتسبب في حدوث فوضي وهذا ليس إعلاما وأكدت أن حكومتي البلدين والجامعة العربية هي المسئولة عن إزاحة الشوائب التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين.
أما الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس فقالت إن ما حدث من الجزائريين ليس غريبا عليهم خاصة أنهم يعانون من عقدة نقص تجاهنا بالإضافة الى غيرة شديدة وذلك بسبب أفكارهم في أن مصر أفضل منهم في كل شيء وأفضالنا عليهم كثيرة في شتي المجالات.
وأضافت أن المشكلة سببها أننا نسينا أن نضع أيدينا على مفاتيح شخصيتهم وتجاهلنا معرفتنا المسبقة بعصبيتهم الزائدة عن الحد وهو ما أخرنا في التعامل مع الموقف.

وأشارت الى أن الأبحاث التي أجرتها بعض المنظمات الدولية أكدت أننا شعبان مختلفان تماما فالمصريون معروفون بالطيبة وحب الآخر والعطاء وحسن الضيافة والهدوء وهذه الدراسات قالت إن معظم الصفات الاجتماعية للشعب المصري إيجابية أما الجزائريين فقالت إنهم ليسوا شعبا واحدا فهم 6 أجناس يتحدثون ست لغات وأصولهم من البربر حتى إن ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع قال إن لهم صفات خاصة أولها شدة الحدة والعدوانية وحول دور الإعلام في الأزمة قالت إن إعلام البلدين كان مقصرا جدا خاصة أنه أعطي شحنة معنوية كبيرة للناس انعكست بالسلب على الجميع ولكنها أكدت أن إعلامنا المصري فشل في مهمته بعد أن اهتم البعض بمشاكله الشخصية مع الآخر واكتفي بالحديث عنا داخل مصر أما إعلامهم فنجح بشكل كبير بعد أن وصل صوته للعالم كله مستغلين تحدثهم الفرنسية ولم يكتفوا بالحديث داخل الجزائر وأكدت ضرورة الاستفادة مما حدث في الاهتمام بالإعلام الخارجي وأن يصل صوتنا للآخرين وأن نتعلم كيف ننقل ما حدث للعالم كله.

وقالت إن توجيه الشحن نحو أمور مفيدة شيء واجب وأن الشباب الآن يحتاج الى قدوة فقط كي يستفيد مما حدث وأن هذا هو دور الحكومة والقيادات الشعبية التي لابد أن تفكر سريعا في توجيه الشباب نحو الشيء الصحيح لتفريغ الشحن الموجود بداخلها وإلا ستؤدي لأمور سلبية.

في الوقت نفسه أكد د. محمد خليل عميد كلية الآداب جامعة عين شمس سابقا وأستاذ علم النفس الاجتماعي أن سبب المشكلة يكمن في أن الجانب الجزائري كان على مقربة من الصعود ومصر كان أملها ضعيفا ولما حدثت المفاجأة وإعلامنا بدأ الاحتفال مبكرا بعد مباراة القاهرة حدث إحباط شديد وأن سبب الشحن هو إفراط الإعلام في تناول الموضوع بغير واقعية.
وقال إن ما حدث فجر كل الإحباطات التي بداخلنا وأكد أن هناك أشخاصا وجهات معينة تقف وراء كل ذلك لتحقيق مصالح وأهداف محددة واصفا ما حدث بأنه وصمة عار في تاريخ الدولتين بل والدول العربية بأكملها.

وأشار الى أن الجانب النفسي يؤكد أن الشعب الجزائري شعب جبلي يعيش في الصحراء ومعروف بالاندفاعية المبالغ فيها والحكومة الجزائرية نفسها عانت من ذلك طويلا ولاتزال تعاني وأضاف أن هناك تاريخا عدائيا كرويا قديم لم يتم علاجه بل تم تضخيمه من إعلام البلدين وهو ما سبب حواجز نفسية سببها الأساسي تراخي الحكومات في علاج هذا القصور.

وأضاف أننا جميعا نعاني من عدم وجود ثبات انفعالي وأن ما يقال عن توحدنا فهو شيء مضحك فنحن نلتف حول الشر وحتى نستفيد مما حدث لابد من إصلاح ما حدث في نفوس المصريين والكوارث التي فعلها الإعلام وطالبنا بإعادة الأمور الى حكم العقل ونبذ العصبية وإلا سنصبح مثلهم وقال إنه ضد تصعيد الموقف وقطع العلاقات مع الجزائر.

في حين قالت د. عزة كريم مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وأستاذ علم الاجتماع إن الجمهور المصري أصبح معبأ تعبئة سلبية وصلت الى حد رفض التعامل ليس فقط مع اللاعبين أو الرياضة بل مع الدولة الجزائرية ككل مشيرة الى أن ما يحدث سيؤدي الى انقسام الجميع بسبب مباراة كرة قدم بدليل أن العرب انقسموا الى جبهتين الأولى تدافع عن مصر والأخرى ضدها.

وأرجعت السبب في المشكلة الى التهويل والتهليل الإعلامي من جانب مصر ضد الجزائر وأنها تنبأت بالمشكلة منذ انقسام المذيعين ضد شوبير بعد زيارته للجزائر ومحاولته التهدئة وقالت إن الإعلام المصري هو المدان الأول في الأزمة بسبب عدم حياديته وأن الحكومات العربية هي المدان الثاني بعد أن أهملت السيطرة على الإعلام وانفعالاته التي استفزت الشعبين متوقعة أن تزداد الأمور عن هذا الحد بسبب حالة الشحن الكبيرة الموجودة عند الشعبين.

وعن الحلول المقترحة قالت أولا هدوء الإعلام ومجهود أكبر من الحكومات وأكدت أن قطع العلاقات يعد أكبر ضرر اجتماعي وكارثة لن تمر بسلام خاصة أن شباب البلدين سيتحولون الى أعداء وأن الحل الوحيد هو إنهاء الحديث في هذا الشأن من جانب الإعلام.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

• وفد نقابة المحامين يسافر لتقديم ملف احداث مباراة مصر والجزائر الى الفيفا
• وائل حمدي: الطريق الى العزلة يبدأ من الجزائـر
• اعتذار الجزائر عن احداث مباراة مصر والجزائر في السودان واجب دولي