ملامح سياسية: تعلم السياسة لترقى بالوطن

بقلم : عبد الهادى مهنى

منذ طفولتى وأنا أقدر معنى وقيمة المصطبة البلدى والتى كانت سمة من السمات الأساسية فى الشكل البنائى لغالبية البيوت الريفية. كانت المصطبة المنبر الوحيد الذى كانت تمارس من فوقه حرية الرأى والخوض فى متاهات السياسة ورغم بساطة الحوار الذى كان حينذاك الا أننى تعلمت منه الكثير وأيقنت الكثير. تعلمت أن الذى يجمع هؤلاء البسطاء يوميا دون خطابات دعوة مدون بها جدول للأعمال وساعة الأجتماع. بل كان الحضور يوميا. كان تجمعهم فى الصباح وحتى قبيل آذان الظهر أمرا تلقائيا ومقدسا. هؤلاء الناس كان الشىء الوحيد الذى يجمعهم هو الحب والود والطيبة. حينها كنت أشعر أنهم يحتضنوا بعضهم خوفا من الأهوال التى مروا بها فى تلك المرحلة ويشدوا من أزر بعضهم كى يواجهوا المحن والنكبات التى تنزل كالصخر فوق زوؤسهم ـ حرب 48 و56 و67 وحرب الاسنزاف.كل ذلك بالاضافة الى قضايا الزراعة ـ المواعيد الأنسب للزراعة ونوعية الزراعة وطرق الرى وكيفية خدمة الأرض الزراعية.كان من بينهم من يتولى هذا التخصص بالفطرة والتجربة. أضافة الى ذلك معرفة بدايات الشهور الهجرية والعربية والقبطية ومعرفة تواريخ المناسبات والأعياد الاسلامية والمسيحية .وبالمناسبة لم أعرف وقتها فرق بين مسلم ومسيحى وقد كان فى قريتى وقتها أسرة مسيحبة لم يكن بيننا وبيها الا كل الخير وكان الخواجة أوالمعلم كما كانوا ينادونه عضو مهم فى هذا الجمع يوميا. كانت ثقافات وقناعات تعودت عليها ، تعلمتها. كانت تلك حياتهم التى عشناها بينهم وتربينا عليها وأيقنا من خلالهم أن ادارة الحياة سياسة. ومن هنا تعودنا على السياسة وتعلمنا السياسة. والسياسة كما أعتقد أنها ليست مهنة أو حرفة نترزق منها.أوسلعة ندور بها هنا وهناك كى نعرضها للبيع. السياسة حالة من الحب والعشق والوله والولع لكل تفاصيل الوطن ماضيه ، حاضره ، مستقبله . والسياسة كيف تكون فاعلا ومشاركا فى ذلك وضامنا له.تعلم السياسة لترقى بالوطن.

الى اللقاء فى كتابات أخرى

عبد الهادى مهنى

ميت محمود ـ المنصورة ـ دقهلية

اخبار ومواضيع ذات صلة:

3 comments
  1. نورنور 21/04/2013 19:09 -

    رائع ان تجلس وقت العصارى امام البيت على المصطبه ويجلس بجوارك الاصدقاء والجيران يلتفون حولك تتسامرون وتتحدثون فى كافة الامور التى تشغل حياتك

أضف تعليقاً