يوميات خريجي الجامعات على القهاوي وفي ورش النجارة والمعمار

خريجي الجامعات

خريجي الجامعات

مصريات

معتز  محسن – إبراهيم سعيد

خريجي الجامعات لم يكونوا يتخيلون يوما ما طيلة حياتهم الدراسية، بأن مصيرهم سيكون القهاوي وورش النجارة وقيادة سيارات التاكسي ولكن هذا هو الواقع الذي يعيشه خريجي الجامعات في مصر والذين اقتربنا منهم والتقيناهم في السطور التالية..

إيهاب اسماعيل محمود حاصل على بكالوريوس تجارة يقول: أعمل «قهوجي» منذ 6 سنوات وتقدمت لوظائف حكومية أكثر من مرة وللاسف توجد اعلانات عن وظائف لكن الحقيقة إن هذه الوظائف تكون مشغولة قبل الاعلان عنها، وأتقاضي من القهوة 40 جنيها وهم يكفون مصاريف المعيشة.

ويوضح أن موقف الزوجة من وظيفته هو أن العمل مش عيب في أي مهنة لكن هي تفكر في أولادها عندما يكبرون ماذا سيحدث لهم بعد الانتهاء من دراستهم هل سيعملون مثل والدهم.
ويقول إن هذه المهنة علمتني الكثير «إزاي أعامل كل واحد بلونه المتعلم بعامله باحترام وأدب والمنحرف أعامله بنفس طريقة كلامه».

وأضاف أرى أنه من الأولى  منعلمش أولادنا من الأساس ومنصرفش على دراستهم ونجيبهم يشتغلوا معنا في القهوة.

ويقول محمد يسري حاصل على بكالوريوس تجارة انجليزي يعمل سائق تاكسي عندما سألناه عن سبب القيام بهذه المهنة قال إن العمل مهم للشباب في ظل حالة الغلاء حاليا وأعمل بهذه المهنة لكي أساعد نفسي وأهلي أيضا في مصروفات البيت، وبحثت كثيرا عن عمل في مجالي ولم أجد لأن المحسوبية والواسطة هي الأساس واستوقفنا مشهد يبدو لنا مثيرا عندما رأينا أربعة أشخاص يأكلون على تاكسي وبينما يأكلون هؤلاء جاء رجلا يبدو عليه أنه صاحب هذا التاكسي وقف بأدب شديد أمام هذا المشهد ولم يبدو على ملامحه أي من ملامح الغضب أو السخط بل قال لهم مداعبا تفضلوا  تضاربت الأصوات بجملة تفضل معنا.

وحاولوا أن يجمعوا طعامهم حتى يذهب هذا الرجل للبحث عن رزقه وبعد أن حملوا طعامهم سألهم هذا الرجل البشوش ووجهه مازال مبتسما لماذا تأكلون في الشارع! أجاب أحدهم بأنهم من الأرياف وجاءوا الى هنا طلبا للرزق، وأشار ناحية اصدقائه وقال «والله يا حج هذا اقتصاد وعلوم سياسية وهذا إعلام وذاك تجارة خارجية وأنا هندسة» ولكن كما تعرف عنا في الأرياف نتزوج في سن صغيرة فكلنا متزوجون وبعد التخرج لم يجد أحد منا وظيفة في مجاله فاتجهنا الى الأعمال الحرة لأننا لا نقبل أن يصرف علينا أحد من أهلنا ولا أن يصرف على زوجاتنا وأولادونا وسأل الرجل وفي أي مجال تعملون؟ قال أنا وأحمد نعمل على عربة «حمص شام» بينما وائل ومدحت يعملان في المعمار «عمال بناء» وتحولت نظرات سائق التاكسي الى اعجاب واشفاق لما وصل له حال هؤلاء الشباب!

أحمد متولى من خريجي الجامعات ليسانس آداب- لغة عربية: يقول أعمل في ورشة نجارة منذ تخرجي في 2006 لكن أرى أن العمل في أي مهنة مش عيب رغم قسوة العمل الا أنه أفضل من لا شيء أو الجلوس على المقاهي.

ثروت خليفة بكالوريوس تجارة- عطار- يقول: أعمل في هذه المهنة من 5 سنوات  وبدأت أفقد الأمل في الحصول على وظيفة بمؤهلي بعد بحثي الدائم في جميع الشركات والبنوك، لكن رضيت بعملي كعطار على الرغم أنني أواجه ضغوطاً نفسية شديدة في هذا المكان الذي يجمعني بأفراد لم يتعلموا من قبل، أصل أنا متعبتش واتعلمت وحصلت على شهادة علشان اشتغل بجانب واحد معهوش شهادة أو مؤهل.

شادي أحمد خريج اقتصاد وعلوم سياسية دفعة 2004 يقول: كل مرة أبحث عن عمل من خلال المعارف والاصدقاءأو حتى من خلال الإعلانات التي تنشر في الجرائد أجد أن الراتب لا يكفي المواصلات فاضطررت أن أعمل في مكتبة قريبة من منزلي ويقول على حد تعبيره هل يعقل أن خريج اقتصاد وعلوم سياسية يعمل في مكتبة؟!

ويقول محمد بسيوني حاصل على بكالوريوس هندسة يعمل موظف أمن أنا متخرج من 7 سنوات واشتغلت تسع مرات وكل مرة أترك العمل بعد أول شهر أو اثنين لأن الشركة لا تدفع رواتب ويأتون باشخاص آخرين ليقضون شهرا أو شهرين مثلي ثم لا يدفع لهم رواتب وأرى أن هذه عمليات نصب. فتوجهت الى مهنة موظف أمن وأتقاضي منها 500 جنيه.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً