نصر فريد مفتي مصر السابق: أقول لجمال البنا عد إلى دينك

نصر فريد يرد على جمال البنا

نصر فريد يرد على جمال البنا

مصريات – الدكتور نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر العربية الاسبق يرد على ما يطلقه جمال البنا من آراء، ويؤكد أنه ليس مفتياً وغير متخصص ولايملك أدوات الفتوى والاجتهادات.

وطالبه في النهاية بالعودة الى الدين والحفاظ على اخرته وهذا نص الحوار مع د. نصر فريد واصل:

* بماذا تعلقون على الآراء و الفتاوي الغريبة التي تخرج من غير ذوي الاختصاص مثل جمال البنا وغيره ؟
– هذا الرجل لا علاقة له بالفتوى من قريب أو من بعيد لأنه ببساطة لم يتعلم قواعد الفقه و أصوله ، وأنا أتساءل هنا عن تاريخه الفقهي   والشرعي ، إنه كالمهندس الذي يفتي في الطب ، فهو ليس مؤهلاً ، لا يعرف الفرق بين الناسخ والمنسوخ وليس لديه فكرة عن  التعارضات والترجيحات في الفقه الاسلامي.

* ولكن الرجل في حواراته الصحفية يقول إنه لا يفتي ولكنه يجتهد ويحاول إعمال عقله ؟
– نم هو حاول الاجتهاد وكلن اجتهاد فاسد وأمثاله ينزلقون إلى ما انزلقوا إليه بحثا عن المال والشهرة ..ولكن لا يجوز أن يكون بهذه  الطريقة .. فهذه الصورة ولا شك تسئ إلى ديننا لحنيف من خلال مخالفة ما هو معلوم من الدين بالضرورة وبالفتاوي المضللة.

* بماذا ترد على القرآنيين و جمال البنا في ماداتهم بعدم استقلال السنة بالتشريع وربطها بالقرآن فما وافقه في الظاهر يؤخذ به وما خالف  في ظاهره يترك ويرفض ؟
– السنة القولية تستقل بالتشريع بنص القرآن الكريم في قوله تعالى ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ” فالاتيان هنا يكون  بالقول أو بالعمل واللفظ عام وليس مقيداً ، وأيضا في قوله تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا  في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } والقضاء يكون بالقول لا بالعمل ، وهذا انتقاء منهم حسب الهوى أو سبب جهلهم كما قلت  سابقاً.
ولا يحدث تعارض بين القرآن و السنة إلا في حالات خاصة إذا حدث فينظر في الحديث هل هو ثابت ومتواتر أم أنه من أحاديث الآحاد  فإذا كان من أحاديث الآحاد يرفض لأنه ظني الثبوت والقرآن يقيني الثبوت ، وإذا كان الحديث متواتراً فينظر أيهما ورد بعد الآخر وهل هناك  نسخ أو تعديل في الحكم كالتخفيف أو تدريج في المسألة بموضوع البحث إلى غير ذلك من ضوابط التعارض والترجيح.

بماذا تردون على قوله بعد فرضية الحجاب لأن الآية التي يستدل بها على الخمار تأمر بتغطية فتحة الصدر فقط ولم تأمر بتغطية العنق ولا  الرقبة ؟
– الآية تأمر بتغطية فتحة الصدر بارتداء الجلباب من فوق الرأس فيغطي الوجه أو يكشف الوجه على خلاف بين الفقهاء ، ويلف الثوب من  حول الرأس ليغطي الصدر وهكذا فهمه الصحابة و رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك وأمر به وأقره كما أن حديث ” إذا بلغت  المرأة الحلك لا يصلح أن يبين منها إلا الوجه والكفين ” في حديث عائشة المشهور وغيره من الأحاديث الصحيحة السند وتوارث هذا الزي  الصحابيات والتابعيات وأقروا جميعا بأن هذا هو المأمور به في الآيات.

* ماذا عن دعوته لإلغاء علم أصول الفقه والاكتفاء بالقرآن وما وافقه من السنة والاجتهاد وهو إعمال العقل على حد تعريفه واعتبار الاجماع  هو السنة العملية للصحابة وإلغاء ما عدا ذلك من قياس وجلب مصالح ودرء مفاسد وشرع من قبلنا ؟
– الاجتهاد وإعمال العقل هو الذي يتفرع إلى درء المفاسد وجلب المصالح ، والمصالح المرسلة وغيره وعلماء الأصول فرعوها لتمييزها  ويسهل تعليمها ، وهذه أمور يعلمها المتخصص وهم الجاهلون لا يعلمونها لقلة علمهم.

* ما ردكم على فتوى جمال البنا بأن التقبيل بين الشباب و البنات من اللمم التي تكفره الحسنات ؟
– هذا يشجع الشباب والبنات على الفجور وعلى الزنى لأنه يسهل الآمر عليهم ويهون ومن أمره ويبسطه لهم بينما هناك حديث صحيح أن  كل عضو من الجسم يزني فزنا العين النظر وزنا اليد اللمس والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه وكان الأولى به أن يحذرهم ويخوفهم ، كما  أن الاصرار أو المجاهرة بالصغائر يجعلها ويحولها إلى كبائر وفتواه هذه تقال للفرد إذا ارتكب الفعل وأراد التوبة والرجوع إلى الله وندم  على معصيته ، فيقال له لا تيأس ولا تقنط من رحمة الله وأكثر من فعل الطاعات والحسنات حتى يغفر الله لك ولكن قوله بهذا الشكل  يفتح الباب للفجور والمعاصي.

* ماذا عن إمامة المراة في الصلاة ؟
– الإمامة في الصلاة إمامة دينية ، وهذا أمر شرعي يتوقف فيه على ما ورد وما جاء على لسان النبي – صلى الله عليه وسلم – وما  أمر به أو فعله و أقره فقط ، ولا نزيد عليه أو ننقص منه أو نعدله ، وهذا غير صحيح وغير جائز لسبب بسيط ، أنه لا يوجد نص  شرعي في إمامة المرأة للرجل سواء في القرآن أو في السنة أو الإجماع ولا توجد واقعة واحدة في تاريخ الإسلام يقاس عليها ، وبالتالي  ليس هناك دليل واحد على ما ساقه جمال البنا في هذا الجانب ، ولم يحدث في عهد النبي أن حدث مثل هذا بل أمر النبي – صلى الله  عليه وسلم – بأن تكون صفوف النساء خلف صفوف الرجل ، فإذا كان لا يسمح لها شرعاً بأن تتساوى في الصفوف مع الرجال فهل  يجوز أن تتقدم عليهم ؟ وكان من النساء الصحابيات حافظات للقرآن ولم يرد أنهن أممن المصلين بل كن يأتممن بمن هو أحفظ منهن وأيضا  الحديث الصحيح الذي جاء فيه : أن عبداً لعائشة يسمى ذكوان كن يصلي بها وهو يقرأ من المصحف في صلاة قيام الليل وهي أحفظ منه  وكانت تصلي خلفه.

* البنا يقول إن فكر المجتمع في ذلك الوقت كان لا يستوعب أن تؤمهم امرأة فإذا استوعب المجتمع ذلك فإنه يجوز .. فما ردكم ؟
– كما قلت سابقا ان ذلك أمر شرعي يجب فيه التوقف عند ما ورد به الشرع وعدم الزيادة عليه أو النقصان منه والقاعد الفقهية الشهيرة  والمعروفة تقول ” لا اجتهاد مع النص “.

* بماذا تردون على طلبه بأن تستأذن الزوجة عند تعدد الزوجات وعند الطلاق ؟
– استئذان الزوج لزوجته عندما يريد أن يتزوج بأخرى أمر جائز وليس واجبا وليس فرضاً وجوازه حفظا لما بينهما نم العشرة لكن موافقتها  أو رفضها لا يبطل عقد زواجه بالثانية ليس شرطا في صحة العقد ولكن يجب عليه أن يتوافر فيه شرطان هما الاستطاعة والعدل ، وأخذ  رأي الزوجة الاولى كما قلت أمر جائز وليس شرطا في صحة عقد زواج الثانية ولا يبطله فإذا تضررت الزوجة الأولى و وقع عليها ظلم  أو أساء معاشرتها فلها أن تطلب الطلاق من المحكمة وللقاضي أن يحكم بالطلاق يقع لوقوع ضرر.

*وإذا لم يقع عليها الضرر ؟
– لا يحكم لها بالطلاق لأن التعدد في حد ذاته ليس مبررا أو سببا لحكم القاضي بالطلاق.

* وماذا عن أخذ رأي الزوجة عند إرادة الزوج الطلاق ؟
– هذا أمر لم يرد به الشرع وقوله مخالف لحكم الله وكما تقول القاعدة الفقهية : الطلاق لمن أخذ بالساق ، أي من عاشر الزوجة فهو  من حقه فقط أن يطلق أو يستمر في المعاشرة الزوجية لامرأته ، والدليل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم – : ” ثلاث  جدهن جد وهزلهن جد الزواج و الطلاق و العتاق ” ، أما الحديث يدلل على أن الطلاق من حق الزوج وحده ، في حالة الجد و الهزل  ولو كان لا يقع إلا بالاستئذان لما حدد الشرع وجعل الهزل في هذا الامر له حكم الجد.

* وماذا عن رأيه بأن تعاجل شهادة المرأة شهادة الرجل ؟
– اجتهاد يخالف نصا صريحا بقوله { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان } وهناك فرق بين الشهادة و القرينة القضائية ففي الاخيرة  ممكن أن تعادل شهادتها شهادته لكن ليست في مسائل إثبات البينة.

* بماذا تطالب جمال البنا ؟
– أطالبه بالعودة إلى صحيح الدين وأقول له ” عد إلى جينك و عقيدتك وحافظ على آخرتك ولا تستبدل بها دنياك “.

* وماذا يكون حكمه إذا أصر على مواقفه ؟ وما رأي فضيلتك في أن أصواتا خرجت تنادي بمحاكمته ؟
– أنا أضم صوتي لصوت هؤلاء وأطالب بضرورة رفع عدد من الدعاوي القضائية ضده أمام القضاء إذا أصر على موقفه لينال العقوبة  المناسبة من خلال القضاء ومن خلال محاكمة عادلة يمكن من خلالها تشكيل لجنة علمية لمحاكمة فكره والرد على فتواه ويرفع ما توصلت  اليه اللجنة إلى القضاء ليقول كلمته.

* وماذا عن نظرة الشرع له أو حكمه عليه ؟ هل هو مرتد أو خارج عن الملة أو مجتهد ؟
– ليس بمرتد أو خارج عن الملة ولكنه اجتهد اجتهادا فاسدا فضل وأضل.

شاهد فيديو جمال البنا يتحدث عن المسيحية اليهودية والاسلام

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً