يا شحاتة اتعلم منا بوالعربي.. لماذا لا يفوز الحضري وميدو وزكي وأبوتريكة في رواندا

حسن شحاتة

حسن شحاتة

يا شحاتة .. اتعلم منا بوالعربي

شبارة والحوت والقرش والقرموط هزموا القراصنة في الصومال

لماذا لا يفوز  عصام الحضري و احمد حسام ميدو وعمرو زكي وأبوتريكة في رواندا؟

مصريات – جمال هليل

* شتان الفارق بين لاعب وآخر. وبين فريق وفريق. أو بين قائد رائع ومدرب يبحث عن الفوز الذي يضمن استمراره!! الفارق كبير.. وقفزت الى ذهني نتيجة المقارنة بين فريقين مصريين يلعبان في الخارج ويمثلان مصر. الأول سلمياً.. والثاني في عز النار!!! الأول تلتف حوله كل الجماهير المصرية.. والآخر ذهب الى جهنم دون أن يدري!!
الأول يلعب ويقبض الملايين ويتمتع بالشهرة. والآخر يكافح ويجاهد من أجل لقمة العيش.
الفارق كبير بين فريقين.. منتخب مصر الكروي الذي سيسافر للعب مع رواندا غير الموجودة على الخريطة الكروية.. ورغم ذلك منتخبنا مصاب بالرعب منها ويعتبرها عنق الزجاجة قبل المونديال وبين فريق الصيادين الذي يضم 33 لاعباً انتحارياً على خط النار بالصومال يجاهدون من أجل لقمة العيش. من أجل الحياة. لعبوا في أصعب الظروف أصعب مباراة في التاريخ. الفارق أن مباريات منتخب مصر يشاهدها العرب فقط وبعض الأفارقة. لكن مباراة الصيادين في الصومال شاهدها العالم كله وتابعها بدقة!!!
والفارق ان مباراة المنتخب في رواندا مدتها تسعون دقيقة فقط. لكن مباراة الصيادين المصريين استمرت خمسة أشهر.. كلها كفاح وجهاد وصلاة. مباراة استمرت طويلاً كلها معاناة وألم وتحمل.. مباراة كانت نموذجاً في التفاهم بين اللاعبين داخل ملعب الموت. الحوار بينهم بالإشارة. والحياة بلقمة أو كسرة خبز. هكذا كان فريق الصيادين في لقاء الصومال الوحشي.. بينما اللاعب في منتخب مصر يتاجر باسم مصر. وبسمعة المنتخب. وبقبض الملايين .. ومش عاجبه!!
* أبوالعربي لاعب وكابتن فريق الصيادين لم يتحكم في اللاعبين. ولم يخطف ضربة الجزاء لنفسه. ولم يتمرد على مركبه أقصد ناديه الذي يلعب له. بينما الكابتن زيدان رفض الانضمام للمنتخب.. لأنه عايش في ألمانيا حياة الملوك يقبض باليورو وأرقامه تبدأ من الألف. بينما أبوالعربي غلبان. مسكين. مطحون.. أراد أن يتوكل على الله ليبحث عن رزق أولاده. والبحر واسع أكبر ملعب على وجه الأرض. فخرجت المركب سمارة عن مسارها. وظهر فريق القراصنة نجوم العالم وانقضوا على “اللعيبة” بتوع بحري وظنوا أنهم “شوية عيال”!!
صحيح خطفوهم. وسجنوهم. لكن روح المصري الكامنة في نفوس آل “أبوالعربي” كانت صادقة.. اتفق الفريق على قلب رجل واحد. قاد المباراة من خارج الخطوط شيخ المدربين “حسن خليل” ولأنه يعرف لغة البحر والإبحار كان يدير العملية بالإشارة من بعيد.. حتى قاد الفريق الى بر الأمان بالفوز والانتصار أمام العالم كله. ليضرب فريق الصيادين المصريين أول رقم قياسي في التاريخ بالفوز والعودة بكأس البحار والمحيطات .. ثم الأهم من ذلك ان فريق الصيادين سجل رقماً قياسياً يدخل موسوعة “جينس” العالمية.. حيث أصبح أول فريق في التاريخ “يختطف” ثم ينجح هو في خطف الخاطفين ويعود بهم أسرى!!
هذا هو فريق الصيادين المصري الذي اعتمد على قوة الإيمان بالله استجمع كل القوي الكامنة بداخل ابن البلد الصادق. فحول القهر الى قوة دفع. حول الخوف الى حوت يلتهم كل الأسماك المتوحشة في الصومال.

مباراة مصر ورواندا في تصفيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقياهذا الفريق العملاق الذي نفتخر جميعاً بأنه مصري بعد أن قدم نموذجاً فريداً في التضحية والفداء وتحويل الهزيمة الى انتصار وسحق الغزاة والمعتدين والنصابين والقراصنة واللصوص في ملعبهم وعلى أرضهم.. واصطحب معه قادة وزعماء خطط الإرهاب الى السويس.. هذا الفريق أصبح علامة مصرية زرع الشجاعة في نفوس كل الفرق من مختلف دول العالم وأظن أن كل فرق المراكب الأجنبية بعد ذلك لن تخاف فرق الصومال التي تخصصت في القلق العالمي والسرقة والنشل والقرصنة على ملعب الماء الواسع.
وأظن أن المدرب حسن خليل “الكوتش” المصري الذي أدار المباراة من خارج حدود ملعب الماء.. والكابتن أبوالعربي قائد الفريق ومجموعة اللاعبين الذين كانوا على سطح المركبين.. الواد شبارة.. والبطل شطارة.. والحوت والقرش والقرموط والحاج دنيس والدرفيل حارس المرمى.. هؤلاء جميعاً أصبحوا نموذجاً يحتذي في عدم الخوف أو الرهبة أمام العدو.. هؤلاء تسلحوا بالإيمان والصبر والثقة في النفس. طردوا الخوف من قلوبهم وزرعوا الإيمان بالله وأنفسهم التي اعتمدوا عليها حتى حققوا النصر في رمضان.
هؤلاء هم القدوة.. الكوتش حسن خليل شيخ فريق الصيادين الذي خطط ودبر ودخل الملعب في عز النار هو القدوة للكابتن حسن شحاتة في لقاء رواندا!!
منتخب الصيادين بالكال الذي كان على خط النهاية على خط النار على خط الموت.. هو القدوة لمنتخب مصر في تصفيات كأس العالم لأن رواندا لقاء محبة ورياضة وأخلاق بينما لقاء الصومال كان مقبرة للصيادين في مملكة القراصنة الصوماليين ورغم ذلك انتصرنا وعدنا الى أرض الوطن ومعنا كل المصابين والساقطين والفاشلين من فريق “القراصنة”!!
ليت كل لاعبي مصر يأخذون العبرة من التضحية والشجاعة والفداء التي قدمها فريق الصيادين.. في الصومال.. حتى يعودوا بالفوز من أدغال رواندا وزامبيا: ونصل الى ادغال جنوب أفريقيا بروح “أبوالعربي”!!
اليوم شحاتة يعلن قائمة المنتخب لمباراة رواندا
يعلن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا الوطني قائمة فريقه التي تدخل معسكراً غداً استعداداً للمباراة الحاسمة مع رواندا يوم 5 سبتمبر القادم في تصفيات كأس العالم .2010
كان حسن شحاتة قد اختار المحترفين حسني عبدربه ومحمد شوقي.

اخبار ومواضيع ذات صلة:

أضف تعليقاً